شيعت، منتصف ليلة الجمعة، بقالمة، جثامين الحراقة الثلاثة، الذين لفظتهم أمواج البحر بشاطئ بنزرت التونسية، نهاية الأسبوع، بعد اختفائهم منذ الأحد 16 فيفري المنقضي، عندما كانوا على متن قارب هجرة غير شرعية على متنه 18 شخصا من بينهم 14 شابا ينحدرون من مختلف أحياء مدينة قالمة، وأربعة آخرين من بلدية شطايبي بولاية عنابة، لم يظهر لهم أثر إلى حد الساعة، بعدما أبحروا جميعهم من شاطئ الخليج الغربي لبلدية شطايبي باتجاه إيطاليا. وقد ووريت الثرى بمقبرة وادي المعيز بقالمة، وبحضور آلاف المواطنين، جثامين الحراقة الثلاثة، منتصف ليلة الجمعة، ويتعلق الأمر بكل من بن مرابط بلال 30 سنة وشنينة خليل 25 سنة وبلعرج عبد الحميد 22 سنة، في أجواء من الحزن والأسى بحضور عائلاتهم وأصدقائهم وجموع المواطنين المتضامنين مع عائلاتهم، التي باشرت رحلة بحث مضنية على مدار قرابة أسبوعين كاملين، بعد انقطاع أخبار أبنائها وتضارب المعلومات وانتشار الإشاعات حول مصيرهم، الذي ظلّ مجهولا إلى أن بلغها خبر العثور على جثث ثلاثة أشخاص لفظتهم أمواج البحر إلى ساحل منطقة سجنان في ولاية بنزرت بتونس، مساء الأربعاء الماضي، لتتنقل عائلات الحراقة ومعها عشرات الشباب، قصد التعرف عليهم، وإتمام إجراءات نقلهم إلى مدينة قالمة. وقد وصلت جثث الضحايا الثلاثة إلى مدينة قالمة في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا على متن سيارات الإسعاف، وكان في استقبالها جموع المواطنين، ليتم مباشرة تحويلها إلى مسجد عبد الحميد بن باديس بوسط مدينة قالمة، لإقامة صلاة الجنازة عليهم، قبل التوجه إلى المقبرة. وقد غطت سحابة من الحزن أجواء سماء مدينة قالمة، التي ودعت ثلاثة من شبابها كانوا في عمر الزهور، ودفعتهم ظروفهم الاجتماعية إلى المجازفة وركوب قارب الموت الذي أنهى حياتهم بصورة مأساوية. في وقت مازالت فيه عائلات 15 حراقا آخر 11 منهم ينحدرون من مختلف أحياء مدينة قالمة، وأربع عائلات تنحدر من بلدية شطايبي بعنابة، تواصل رحلة البحث عن أبنائها المفقودين، منذ أسبوعين كاملين. وقد رفعت عائلات الحراقة المفقودين في عرض البحر، نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكل السلطات المعنية، وناشدتهم التدخل لتسخير مختلف الإمكانيات الضرورية للبحث عن أبنائها المفقودين، طيلة الأيام الماضية، ما جعل مدينة قالمة تعيش على وقع حالة من الحزن الشعبي على المتوفين وترقب الأخبار بشأن مصير مرافقيهم في نفس الرحلة الذي مازال مجهولا.