الفنانة لينا دوران أو الغجرية، كما يحلو لمتتبيعها مناداتها، ابنة الأديبين أمين زاوي وربيعة جلطي، لازال نجمها يسطع من أغنية لأخرى، ومن ألبوم لآخر، فبعد "جبل طارق"، و"الغجرية"، تستعد لإطلاق ألبوم جديد عنوانه "بنت الصحراء"، كما ستشارك لأول مرة بدور رئيسي في فيلم سينمائي، تحدثت مع الشروق، وفتحت لنا قلبها فكان هذا الحوار.. كيف كانت بداياتك الفنية؟ كانت عبر الأنترنيت، بإعادة غناء بعض الأغاني التي أحبها وأفضلها، بتلحين مختلف على إيقاع الصول-جاز، لبعض المطربين العالميين كإيللا فيتزيرالد ومايكل جاكسون، وحقق لي ذلك فيما بعد متابعة، وشجعني على المواصلة، بإنتاج أغان خاصة بي. الأغنية الأولى، كانت بالعربية والفرنسية صوّرتها في كليب بإيقاعات إسبانية، وتمكنت بعد ذلك من صناعة مكان لي في أوربا، حيث دعيت مباشرة إلى جولتين فنيتين في إسبانيا. وبعد ذلك صدر الكليب الثاني بعنوان "جبل طارق"Gibraltar وهو عبارة عن تحية وتكريم للشبان الحراقة، ثم يا القاطع البحر، ثم باريس –دمشق…ثم بعدها أصدرت ألبومي الثاني بعنوان "الغجرية"، و"الغجرية" هو اللقب الذي أطلقه علي محبو ومتتبعو تجربتي، نظرا لأسفاري الكثيرة التي قمت بها وأسفرت عن مجموعة من الأغاني المتميزة بإيقاعات مختلفة قادمة من ثقافات متعددة عبر العالم. بمن تأثرت فنيا؟ منذ البداية لم أسع إلى تقليد الآخرين، لأني أرفض التشبه بفنان بعينه، مع احترامي لكل التجارب، حتى وإن كان الكثير منهم قد أثر فيّ، أبرزهم أم كلثوم وفيروز التي كانت أمي تغنيها لي وأنا صغيرة في المهد، أمي ربيعة جلطي التي تتميز بصوت جميل، ويمكنني القول بأن أمي كانت هي مصدر إلهامي الأول، وأيضا، وبما أني ولدت بوهران، وهي مدينة الراي بامتياز، فقد كنت أستمع كثيرا إلى الشاب حسني وخالد وأيضا الشيخة الريميتي وأحمد وهبي وبسبب العشرية السوداء اضطررنا لمغادرة وهران نحو فرنسا، وهناك تعرفت على ثقافة جديدة. في أي خانة تصنّفين طابعك الغنائي؟ بعض المتتبعين يسميه "جاز-شرقي" وآخرون يسمونه "أغنية-الصوت"، ومن الصعب على الفنان تصنيف غنائه ووضعه في خانة مغلقة، وإذا كان لا بد لي من تصنيف طابعي الغنائي فيمكنني القول إنه "الأغنية العاطفية" أو "أغنية الشجن"، لأني أعطي أهمية كبيرة لروح الإنسان وجوهره أكثر من ظاهره ولباسه، وأطبق هذه الرؤية الفلسفية على الموسيقى أيضا، ويمكن لمن يستمع إلى أغاني أن يعثر على ألوان وإيقاعات موسيقية مختلفة كالجاز، اللاتينو، البوب أو الشرقي، لكن ما يهمني هو أن تتمكن أغنياتي من نقل بصدق الأحاسيس الإنسانية العظيمة. ماهي مشاريعك الجديدة؟ بعد ألبومي الأول "الغجرية"، وبعد أغنيتي الأخيرة "ليلة شتوية" ،أحضر الآن ألبومي الجديد بعنوان "بنت الصحراء". كما سأشارك بدور رئيسي في فيلم سنشرع قريبا في إنتاجه، وهي تجربة أسعدتني لأنني سأدخل في تجربة شخصية أخرى، وهذه تجربة رائعة ومثيرة بالنسبة لي. هل تقرأ لينا وما هو آخر كتاب قرأته؟ أعشق القراءة، لأنها تمكنني من الاسترخاء والسفر عبر جغرافيات متعددة وأزمنة وأشخاص وثقافات مختلفة أيضا، أقرأ لجبران خليل جبران، ربيعة جلطي، بيير شودرلوص دو لاكلوص، فلوبير، موراكامي، أمين الزاوي، ياسمينة خضرا وآخرين، ويطلقون علي لقب "مكلفة بإعلام موباسون" لأنني أعتقد أنني قرأت كل ما كتبه موباسون ولا يمر يوم إلا واقترحت كتبه على محيطي من الأصدقاء. موقف طريف حصل لك خلال عملك الفني؟ لقد بعثت بأغنية "لابوهيم" بأداء خاص إلى شارل أزنافور قبل وفاته، وبمجرد أن سمع الأغنية بصوتي، كلمني بالهاتف ومنحني رخصة إعادة غنائها، وستكون ضمن أغاني الألبوم الجديد.