ناقش مختصون في الملتقى الوطني الأول "اللغة العربية وبرامج الذكاء الاصطناعي-الواقع والرّهانات" أقيم مؤخرا، بجامعة مصطفى اسطنبولي بمعسكر، أهم القضايا في العصر الحديث، تتعلّق بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير المعرفة الإنسانية، وتقديم الابتكارات والحلول الكفيلة بالانتقال إلى مجتمع المعرفة، وخصوصاً في مجال اللغة العربية. وتعدّ العربية من اللغات الأكثر قابلية للحوسبة والتوظيف المعلوماتي، بسبب بنيتها المنطقية، وقواعدها المعيارية الكفيلة بتيسير ولوجها عالم الرّقمنة. ووعد الدكتور حبيب بوزوادة مدير مختبر اللسانيات العربية وتحليل النصوص بتطوير هذا الملتقى الوطني، بجعله ذا طابع دولي يستفيد من الطّاقات العلمية من خارج الجزائر، مع الانفتاح على التخصصات العلمية البحتة، والإسهام بشكل حقيقي في نقل التكنولوجيا، وإدراجها ضمن مخططات البحث العلمي في المختبرات اللغوية واللسانية بحسب تصريحه للشروق. وعمل الملتقى على توطيد جسور التواصل بين الدّراسات اللغوية والعلوم الدّقيقة والتجريبية، كالرياضيات والفيزياء والبيولوجيا والمنطق وعلم النفس وغيرها، فهو محاولة طموحة من الباحثين في مخبر اللسانيات العربية وتحليل النصوص برئاسة الأستاذ الدكتور حبيب بوزوادة، وبدعمٍ كبير من عميد كلية الآداب واللغات الدكتور كرماس مختار، وبرعاية مباشرة من مدير جامعة معسكر الأستاذ الدكتور بن طاطة سمير، وبالشراكة مع هيئة علمية لها صيتها الوطني والدّولي ممثّلة في المجلس الأعلى للغة العربية ممثلة في رئيسه العالم اللغوي الكبير الدكتور صالح بلعيد. وبحسب رئيس الملتقى حبيب بوزوادة سمح هذا الملتقى بتجميع طاقات علمية ومعرفية وطنية من 17 مؤسسة جامعية وبحثية، وهي معسكر(19 باحثاً)، غليزان (5 باحثين)، وهران (3 باحثين)، تيارت (4 باحثين)، تيسمسيلت ("2" باحثان)، تلمسان ("2" باحثان)، وحضرت (11 جامعة) ممثلة بباحثٍ واحدٍ لكلٍّ منها، وهي جامعات مستغانم، خميس مليانة، الشلف، بسكرة، باتنة، الجزائر، برج بوعريريج، السعودية، تموشنت، المدية، سعيدة. وقد ناقش هؤلاء الباحثون عديد المحاور ذات الصلة برقمنة اللغة العربية، وجعلها من ضمن اللغات التي تتكئ على الذكاء الاصطناعي في التدريس، والتعليم والتعلّم والترفيه والترجمة والمسح الضوئي والتشكيل الحرفي.. من خلال التعريف بالبرامج الحاسوبية المتميّزة القادرة على تقديم الدّفع اللازم، والاستفادة من الخبرات الدّولية في هذا المجال.