كشف الدكتور حبيب بوزوادة، رئيس مخبر اللسانيات العربية وتحليل النصوص بجامعة معسكر، انه سيعمل على تطوير الملتقى إلى مصاف مؤتمر دولي يكون فضاءً لتبادل الخبرات والمعارف والاستفادة من الطاقات والتخصّصات العلمية، والإسهام بشكل حقيقي في نقل التكنولوجيات وإدراجها ضمن مخططات البحث العلمي في المختبرات اللّغوية واللّسانية. أشار حبيب بوزوادة في ختام أشغال الملتقى الوطني الأول حول اللّغة العربية وبرامج الذكاء الاصطناعي المنظم من طرف كلية الأدب واللّغات لجامعة معسكر والموسوم بواقع وتحدّيات اللّغة العربية وبرامج الذكاء الاصطناعي»، أن هذا الأخير نظم بهدف معالجة واحدة من المسائل التي حث المجلس الأعلى للغة العربية ومنظمة اليونسكو على الاهتمام بها ، مؤكدا أن اللّغة العربية قابلة للحوسبة وتوظيف المعلومات، ما يمّكن من مد جسور التواصل بين العلوم. كما اعتبره أيضا فرصة للباحثين من أجل مناقشة كل السبل المؤدية إلى الارتقاء باللّغة العربية إلى مصاف اللّغات التي ترتكز على الرقمنة. واستعرض من جهته رئيس جامعة معسكر البروفيسور بن طاطا سمير لدى تدخله جملة من المعوّقات التي انعكس تأثيرها على عصرنة مجالات استعمال اللّغة العربية وتطويرها، لافتا الانتباه إلى» أن ضعف البنى التحتية لشبكات الأنترنيت وضعف المستوى المادي لغالبية الشعوب العربية، يمنعها من الاستفادة والحضور في العالم الرقمي الذي ينظر إليه في المستويات الاقتصادية الدنيا أنه ترف فكري». أوضح بن طاطا، أن الثراء الكبير في المفردات الذي تتمتع به اللّغة العربية يصعّب من عملية البحث في هذا المجال خصوصا بالنسبة لغير العرب من الدارسين والمهتمين. وأشار في ذات السياق، أن» اختلاف طبيعة اللّغة العربية عن أغلب اللّغات الأجنبية من حيث الكتابة واعتمادها على الجذر بدل التسلسل الأبجدي ومن حيث حركة حروفها، مستعرضا إشكالية الرقمنة التي تواجه اللّغة العربية وتعيق إثراءها، منها المحتوى الرقمي العربي على الأنترنت وإشكالية الترجمة وتعريب المصطلحات». وشدّد المتدخل على أهمية التنسيق بين مختلف المجامع والمعاجم اللّغوية واتخاذ قرار توحيد ترجمات الكلمات الأجنبية، مؤكدا في نفس الصدد أنه من الناحية التقنية لابد أن يبتعد المترجم عن الترجمة الحرفية والارتباط الشديد باللّغة المنقول عنها، مع العمل على نحت المصطلحات من لغتنا العربية وخلفياتنا الثقافية والحضارية حتى لا نكون مرآة للغات أخرى واستنساخا لها - على حد ما جاء على لسان البروفيسور بن طاطا سمير.