صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية يعد بفتح أبواب المجلس للباحثين والطلبة عكف أول أمس الملتقى الوطني حول عالمية اللغة العربية، المنظم من قبل كلية الآداب والفنون بالتنسيق مع المجلس الأعلى للغة العربية بمجمع الدكتور طالب مراد سليم بجامعة وهران على إبراز حقيقة صحوة الأمة التي تكمن في لغتها، حيث افتتح نائب مدير الجامعة احمد بحري هذا اللقاء الوطني بحضور البروفيسور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية وسعاد بسناسي عميدة كلية الآداب والفنون لجامعة وهران1، حيث أكد في كلمته أنه بعد 50 سنة ستكون اللغة العربية ثاني لغة في العالم وعيب العربية في عجز أهلها، أما البروفيسور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية فكان تدخله جد مؤثرا في نفوس الطلبة والباحثين من خلال تركيزه على فتح أبواب المجلس لكل الباحثين الذين لديهم مشاريع تخص تطوير اللغة العربية بقوله :" أنا خادمكم في أي وقت واللغة العربية بخير" معرجا على أهمية تطوير دراسة مستويات مختلفة من اللسان العربي كصوتي، معجمي، والتركيبية الدلالية مركزا على نقطة هامة تخص ما وصلت إليه اللسانيات الحاسوبية من مدارك، قد نقلت العلوم اللغوية نقلات جبّارة في إدراك بعض المجاري الذكية التي يقوم بها الذكاء البشري مشيرا إلى التركيز على ربط اللغة بعلم الحاسوب لإعطاء العربية صيغتها التفاعلية التي يخدمها منطق اللغات الطبيعية بشكل بحكم التضخم التكنولوجي الذي يشهده العالم حاليا، والتركيز على الجانب التقني والذكاء الاصطناعي وضرورة إشراك المختصين في مجال الحوسبة . وترأس الجلسة الأولى قادة لعقاب من جامعة سيدي بلعباس حيث ركز البروفيسور حبيب مونسي من جامعة سيدي بلعباس على " الوجه الأخر للبلاغة العربية " مقدما نماذج من بلاغة القدامى في حين قدمت الدكتورة خيرة حمر العين عرض حال عن " تعاظم الوهم والمغالطات الإيديولوجية في استنكار عالمية اللغة العربية، أما طالب الدكتوراه الفلسطيني إبراهيم يحيى فركز على العربية واللغات الأخرى من خلال عملية التأثير والتأثر مبرزا احتكاك اللغة العربية باللغات الأجنبية منها الانجليزية والاسبانية حيث يذكر مقولة العالم محمد كرد علي :" أنه لم يمض على فتح الأندلس أكثر من خمسين سنة حتى اضطر رجال الكنيسة أن يترجموا صلواتهم بالعربية ليفهمها النصارى لأنهم هؤلاء زهدوا في اللغة الأم " . أما الجلسة الثانية فكانت تحت رئاسة الدكتور تيجاني زواوي من جامعة وهران حيث قدم الدكتور بوسغادي حبيب من جامعة عين تموشنت عرضا عن التجربة الجزائرية في خدمة اللغة العربية من خلال المنصة الالكترونية الخاصة بالمجلات العلمية كنموذجا أمام الحضور . وتداول على منصة قاعة المحاضرات تلاحيت بخلوف عدة طالبة دكتوراه من بينهم يمينة زغام من جامعة مستغانم في ورقة علمية بعنوان " دور المجامع اللغوية في وضع المصطلح العلمي وتوحيده والطالبة سميرة حمادي التي نابت عن غياب الدكتور عبد القادر سلامي من جامعة تلمسان التي عرضت بحث أستاذها حول " مجامع اللغة العربية و دورها في حماية اللغة العربية و ترقيتها "، وإلياس هاشمي من جامعة سعيدة الذي أبرز اثر استعمال التقنيات الحديثة في الرقي بتعليم اللغة العربية. ليخرج الجميع بأهمية الحفاظ على هذه اللغة التي مصدرها نوراني ولغة القرآن الكريم وتستحق الأبحاث، بغرض الارتقاء والنهوض بالعملية التعليمية وبهدف تقويم الجهود المبذولة، والوقوف على مواطن نجاحها والاستفادة من أخطائها، خاصة وأن اللغة العربية من أغنى لغات العالم، ليس لها طفولة ولا شيخوخة وهذا جزء صغير عن اللغة العربية، التي اعترف بمكانتها المستشرقون الغربيون قبل أهلها الذين عجزوا على تطويرها في الحقول التكنولوجيا، كما نظم على هامش الملتقى معرضا للكتب لفائدة الطلبة . ////////////////// انطباعات : صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية : " اللغة العربية بخير " سعيد بتواجدي في هذا الملتقى الوطني للغة العربية برفقة زملائي وطلبتنا من جامعة وهران وهذه الشراكة لهذا الفعل الثقافي في وضعه العالمي ووضعه المحلي من أجل سماع لما يقدمه لها الباحثين من اقتراح في جانب الوضع اللغوي الذي نعيشه في الجزائر، وأقول أنا اللغة العربية بخير بأفكاركم و بمشاريعكم و المجلس في خدمتكم و قدمنا اليوم مجموعة من الشرائح للطلبة الدكاترة تتمثل في موسوعات و نتاج أبحاث المجلس . /////////////// سعاد بسناسي عميدة كلية الآداب : "فتحنا لطلبة الدكتوراه باب المشاركة والنقاش" ارتأت كلية الآداب والفنون بجامعة أحمد بن بلة وهران1 بالتنسيق مع المجلس الأعلى للغة العربية وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي صادف 18 ديسمبر الماضي، أن تضع الموضوع بين أيدي الدارسين المختصين لمناقشة قضايا مهمة تتعلق بتطوير اللغة العربية، وإنتاج أفكار بخصوص عالمية اللغة العربية وواقعها ومستقبلها وبيان كيفية استغلال التكنولوجيات الحديثة لترقية استعمال اللغة الفصحى وهذا ضمن المحاور التي نوقشت خلال هذا الملتقى الوطني، وفتحنا لطلبتنا في الدكتوراه لدخول معترك تقديم أبحاثهم من أجل تأهيلهم لأخذ المشعل في المستقبل ونشكر كثيرا البروفيسور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الذي شرفنا في هذا الملتقى . حبيب مونسي عضو بالمجلس الأعلى بالغة العربية : "طباعة أحسن كتاب يمكن الرقي للغة العربية" قررت اللجنة العلمية لهذا الملتقى أن تخرج بتوصيات هامة منها تثبيت الملتقى وأن يكون كل مرة يعالج إشكالية علمية تتعلق باللغة العربية والتركيز على الجانب التقني والذكاء الاصطناعي وضرورة إشراك المختصين في مجال الحوسبة والذكاء الاصطناعي، الاهتمام بالجانب الترجمي بين اللغات لتمكين اللغة العربية من الانتشار، وتحقيق الاستفادة أكثر وطباعة أحسن كتاب يمكن للغة العربية الرقي ترشحه الكلية .