باستثناء اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في الدوريات الخليجية، وقد صار عددهم كبير جدا، ضمن التشكيلة الأساسية الفائزة بلقب القارة السمراء وهم الحارس رايس مبولحي والمدافع جمال بلعمري ولاعب الوسط عدلان قديورة والمهاجمين يوسف بلايلي وبغداد بونجاح، وهو ما يمثل قرابة نصف التشكيلة الأساسية، باستثناء هؤلاء فإن أحوال بقية اللاعبين الأساسيين الستة لم تكن جيدة مع استئناف الدوريات الأوربية بعد مرحلة الفيفا، التي سمحت ل”الخضر” بلعب مباراتين كانت الثانية فيها أسطورية في فرنسا بالفوز الكاسح أمام كولومبيا بثلاثية نظيفة، وبدلا من عودة اللاعبين بقوة لأنديتهم تفاجأ المناصرون بوضعهم على مقاعد الاحتياط من دون إشراكهم، ومنهم حتى من كان خارج القائمة وتحوّل بذلك الفوز الكبير على تاسع العالم، نقمة على نجوم المنتخب الجزائري. وحده عيسى ماندي وإسلام سليماني خطفا مكانة أساسية، الأول مع فريقه بيتيس إشبيلية المتواجد ضمن ثلاثي المؤخرة في الدوري الإسباني، حيث لعب 90 دقيقة في رحلة الشمال أمام ريال سوسيداد وخسر بثلاثية مقابل واحد، والثاني قاد موناكو لفوز جديد أمام رين بثلاثة أهداف لهدفين، سجل منها هدفا وقدم تمريرة حاسمة، بينما عاش البقية من لاعبي “الخضر” الجحيم، فكانت الصدمة الأولى للاعب غالاتسراي التركي، سفيان فيغولي الذي لم يستدعه المدرب التركي تيريم، في مباراة سهلة جدا، وإذا كان المدرب التركي قد نفى استبعاد فيغولي وتحدث عن راحة كان في حاجة إليها، فإن سيناريو التهميش الذي عاشه سفيان الموسم الماضي وصار الشك يحوم حول لاعب “الخضر” أحد أبطال ملحمة مصر الأخيرة وحتى مباراة كولومبيا التي أبلى فيها البلاء الحسن، المفاجأة الثانية جاءت من غواديولا، الذي سافر إلى لندن وترك رياض محرز بطل سهرة ليل، يسخّن مقعد الاحتياط، وإذا كان من عادة غواديولا عندما يضع رياض على مقاعد الاحتياط، يمنحه بعض الدقائق، فإنه أمام كريستال بالاس لم يُدخله إطلاقا في مباراة فاز فيها مانشستر سيتي، المتواجد ثانيا على بعد ست نقاط عن الرائد ليفربول. يوسف عطال تابع مباراة فريقه الذي سقط برباعية كاملة أمام باريس سان جيرمان من المدرجات، لأنه كان معاقبا، وأكيد أن باتريك فييرا كان سيقحمه في تحدي باريس، لو لم يكن تحت رحمة العقوبة، ولم يرحم المدرب الألماني لبوريسيا مونشنغلادباخ، رامي بن سبعيني وتركه على مقاعد الاحتياط يتابع سقوط فريقه بهدف في رحلة المتاعب أمام بوريسيا دورتموند، وبقي الفريق في المقدمة ورامي في الاحتياط، وبقي إسماعيل بن ناصر أمام آفاق ضبابية وبالرغم من تغيير مدرب الميلان، إلا أن وضعه لم يتغير فوجد نفسه على مقاعد الاحتياط وهو مكان صعب بالنظر إلى النتائج الأخيرة الطيبة للميلان، ولأن منصبه في خارطة الملعب من النادر تغيير الأساسي فيه، وحتى إقحامه كاحتياطي. طبعا لا يمكن المقارنة بالمستوى العالي جدا في أوروبا مع مستوى الأندية الخليجية، ويبقى الاستثناء الحقيقي هو نجم الدوري الفرنسي ونادي موناكو إسلام سليماني الذي كان نجم مباراة ناديه أمام رين، حيث سجل سليماني بطريقة بديعة، وقدّم تمريرة حاسمة لزميله الدولي الفرنسي وسام بن يدر، ليصبح اللاعب الأكثر حسما ومساهمة في الأهداف في الدوري الفرنسي ب 12 هدفا متفوقا على نجوم باريس سان جيرمان، وكان سليماني قد دخل احتياطيا أمام كولومبيا وعجز عن الصناعة وعن التهديف. وباستثناء سليماني، لم يكن للتواجد الجزائري بصمة في الدوريات الكبرى، وحتى فوزي غولام الغامض مصيره مع بلماضي، ساءت أوضاعه أكثر مع نابولي إذ لم يعد يراهن عليه أنشيلوتي حتى في غياب المدافع الأيسر الأول البرتغالي ماريو روي المصاب. معلوم أن شهر أكتوبر هو دائما الأسوأ بالنسبة للاعبي “الخضر”، فقبل مباراة مصر الشهيرة في نوفمبر 2009 ضمن تصفيات مونديال جنوب إفريقيا والتي أفرزت مباراة أم درمان الشهيرة، نزل شهر أكتوبر بصواعق الإصابة على لاعبي “الخضر” ومنهم كريم مطمور وكريم زياني ومراد مغني ونذير بلحاج، وأقسم حينها المدرب رابح سعدان بأنه لعب مباراة القاهرة بلاعبين بالكامل مصابين، كما كانوا في غالبيتهم احتياطيين مع أنديتهم، ومنهم كريم زياني مع نادي فولفسبورغ الألماني. من حسن حظ جمال بلماضي أن المنتخب الوطني مازال بعيدا عن تصفيات مونديال قطر، والمباريات القادمة ضمن تصفيات أمم إفريقيا في المتناول حتى لو لعب بالاحتياطيين، وباللاعبين النشطين في دول الخليج العربي، لأن مواجهة منتخبات من العيار الثقيل مثل السنغال والمغرب ومصر يتطلب أسلحة قوية تكون مليئة بذخيرة المنافسة واللعب، حتى يتحقق الهدف الأهم من هذا المنتخب وهو العودة إلى كأس العالم. ب.ع