قال فريق من الباحثين، مساء الأحد، إن ما يقرب من 69 دواءً وتركيبات تجريبية قد تكون فعالة في علاج فيروس كورونا القاتل، الذي يجتاح العالم ويواصل حصده للأرواح، كما أورد موقع "عربي بوست"، الاثنين. ويقول العلماء، إن بعض هذه الأدوية يُستخدَم بالفعل في علاج أمراض أخرى، وقد يكون إعادة توظيفها لعلاج كورونا أسرع من محاولة ابتكار دواء جديد مضاد للفيروس من الصفر، وفقاً لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن قائمة الأدوية المرشحة ظهرت في دراسة نشرها موقع bioRxiv. وقدَّم الفريق الورقة البحثية لدورية علمية لنشرها، وللوصول لهذه القائمة، شرع مئات الباحثين في دراسة غير تقليدية لجينات فيروس كورونا. ويوضح العلماء، أنه لكي يصيب الفيروس أية خلية، عليه أن يُدخِل جيناته إليها ويستغل الآلية الجينية لها، وتبدأ الخلية بإنتاج بروتينات فيروسية، التي تُستخدَم في إنتاج ملايين الفيروسات الجديدة، ولابد أن يكون كل من هذه البروتينات الفيروسية قادراً على الالتصاق بالبروتينات البشرية الضرورية لإتمام عمل الفيروس. وفي الدراسة الجديدة، اختبر العلماء 26 من إجمالي 29 جيناً من فيروسات كورونا المسؤولة عن إنتاج البروتينات الفيروسية، وتوصل الباحثون إلى أن الفيروس يستهدف 332 فيروساً بشرياً. كما تبين أن بعض البروتينات الفيروسية تستهدف بروتيناً بشرياً واحداً، بينما البعض الآخر لديها القدرة على استهداف عشرات البروتينات الخلوية البشرية. ما الذي يفعله الباحثون؟ يحاول الباحثون الوصول إلى دواء لديه القدرة أيضاً على الالتصاق بالبروتينات البشرية التي يبدو أن فيروس كورونا المستجد لديه الحاجة لاختراقها والتكاثر داخل الخلايا البشرية. وفي النهاية، حدد الفريق 24 دواءً مُصرَح بها من إدارة الأغذية والدواء الأمريكية لعلاج أمراض لا تبدو أنها ذات صلة، مثل السرطان ومرض باركنسون وارتفاع ضغط الدم. وحسب الصحيفة الأمريكية، ضمت القائمة مرشحين غير متوقعين، مثل دواء هالوبيريدول المُستخدَم لعلاج الفصام الشخصي، ودواء ميتفورمين الذي يتناوله الأشخاص المصابين بالدرجة الثانية من السكري. ووجد الباحثون أيضاً مرشحين من المركبات التي لا تزال الآن في مرحلة التجارب السريرية أو التي خضعت للبحث في المراحل المبكرة من ظهور الفيروس، وتقول الصحيفة إنه "من المثير للاهتمام أن بعض العلاجات الممكنة هي الأدوية المستخدمة لمهاجمة الطفيليات". وتشمل القائمة أيضاً المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا عن طريق تشويش الآلية الخلوية التي تستخدمها لبناء البروتينات، لكن بعض هذه الأدوية تلتصق أيضاً بالبروتينات البشرية. لذا تثير الدراسة الجديدة احتمالية تحويل هذا التأثير الجانبي إلى علاج مضاد للفيروسات. وأحد الأدوية المدرجة في القائمة أيضاً هو الكلوروكين، الذي يقتل الطفيلي أحادي الخلية الذي يسبب مرض الملاريا، ويعرف العلماء منذ فترة طويلة أن لديه القدرة أيضاً على الالتصاق ببروتين خلوي بشري يسمى المُستقبِل سيغما-1. ويستهدف الفيروس هذا المُستقبِل أيضاً. عودة للوراء تحدثت تقارير صحفية الأسبوع الماضي عن أنه يتم التركيز الآن على الكلوروكين بفضل التكهنات عن استخدامه ضد الفيروس، التي ردد بعضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي موجز عُقِد في البيت الأبيض يوم الجمعة. لكن الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأمريكي، علّق بعد تصريحات الرئيس ترامب بتحذير من أنه لا توجد سوى "أدلة غير رسمية" على أن الكلوروكين قد تثبت فعاليته في علاج الفيروس. في هذا الصدد، أشار الدكتور فوسي إلى أن التجارب التي تجري جيداً هي وحدها التي يمكن أن تحدد ما إذا كان الكلوروكين آمناً وفعالاً ضد الفيروس. من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، أنها ستبدأ تجربة الكلوروكين، من بين أدوية أخرى. وبعد تصريح المنظمة بأربعة أيام أعلن حاكم نيويورك أندرو كومو، أن الولاية حصلت على كمية كبيرة من الكلوروكين والمضاد الحيوي أزيثرومايسين لبدء تجربتها الدوائية الخاصة. إلا أن نيفان كروغان، عالم الأحياء بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، الذي قاد الدراسة الجديدة، حذر من أن الكلوروكين قد يكون له العديد من الآثار الجانبية السامة؛ لأن الدواء يبدو أنه يستهدف العديد من البروتينات الخلوية البشرية، وقال: "علينا أن نكون حذرين، فنحن بحاجة بمزيد من البيانات على جميع الأصعدة". وجاءت تصريحات كروغان في الوقت الذي بدأ فيه متعاونون معه في كلية إيكان للطب بجبل سيناء في نيويورك ومعهد باستور الفرنسي باختبار 22 من المركبات الأخرى في القائمة ضد فيروس كورونا الحي الذي زرعوه في مختبراتهم، حتى مساء الأحد، كانوا لا يزالون بانتظار النتائج الأولية. Nearly 70 drugs and experimental compounds may be effective in treating the coronavirus, a team of researchers reported on Sunday night https://t.co/7qALiDpMcO — The New York Times (@nytimes) March 23, 2020