ليس من العادة أن نحظى بأسبوع مثل الأسبوع الماضي، والذي كانت لدينا خلاله زيارتان هامتان من المملكة المتحدة قام بهما مبعوثا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في إطار مسألتين هامتين جدا: العلاقات الاقتصادية وشؤون الساحل. لقد سررت عندما عين اللورد ريزبي كمبعوث للشراكة الاقتصادية مع الجزائر قبل أسابيع قليلة. فهذا يعني الآن أن السلطات العليا للمملكة المتحدة تعترف اعترافا كاملا أن الجزائر شريك جدير بالاهتمام في الوقت الذي نسعى جميعا لتشجيع النمو في مختلف القطاعات. إنّ اللورد ريزبي يتفهم التحديات لأنه على علم بمجال الأعمال في بريطانيا كما أنه يعرف العالم العربي، وتزداد معرفته للجزائر بسرعة فهو يدرك أن النجاح يتحقق ببناء العلاقات، والتحلي بالجرأة في أعمالنا، وتثبيت التزاماتنا. أعتقد أننا لن نجد أفضل منه سفيرا للشركات البريطانية بالجزائر. والشيء العظيم هو أن اللورد ريزبي يعد من أكبر البرلمانيين. لقد كان القوة الدافعة وراء الجهود المبذولة لإنشاء المجموعة البرلمانية البريطانية الرسمية للجزائر والتي ستجتمع لأول مرة هذا الأسبوع في قصر وستمنستر كما أنها سوف تزور الجزائر قريبا. لقد استقبل اللورد ريزبي خلال زيارته من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء، وعدد من الوزراء الجزائريين المختصين في كامل القطاعات التي تشكل علاقتنا التجارية والدبلوماسية. وأنا ممتن جدا للمضيفين الجزائريين باعترافهم أن المملكة المتحدة هي شريك يمكن الوثوق به، ويمكن القيام معه بأعمال تجارية. عند وصول اللورد ريزبي، سعدنا بمعرفة أن الرئيس بوتفليقة قد عين الوزير يوسفي ليكون نظير اللورد ريزبي بالجزائر وأنا واثق أن هذا سيجني نتائج إيجابية. إن إنشاء خط مباشر للاتصال بين بلدينا يسمح لنا بتحقيق أهدافنا بسرعة أكبر وبفعالية أكثر. إن هذه مقاربة مسهلة للأعمال، وأنا واثق بأنها ستكون موضع تقدير من قبل كبار رجال الأعمال الجزائريين والبريطانيين. نحن نستعد الآن لزيارة أخرى للورد ريزبي في الأسبوع الأول من شهر جانفي. هناك بالفعل الكثير من الأشياء يجب العمل عليها ومتابعتها، منها العقد الجديد الذي وقعته المجموعة العالمية الاستشفائية (وقع مع وزارة الصحة الأسبوع الماضي)، والمستحضرات الصيدلانية، والتقدم في مجال المبادلات الجامعية، والتكوين، واللغة الإنجليزية، والطاقات المتجددة. تعد هذه بعضا من المجالات من بين أخرى كثيرة يمكن أن يحقق التعاون فيها النتائج المرجوة. لدي إحساس بأن العلاقات بين الجزائر والمملكة المتحدة أصبحت ذات نوعية جديدة وأنا واثق من أنها ستتحول إلى شراكة مثلى راقية طويلة الأمد، سنبني من خلالها شركات أكثر فعالية والمزيد من مناصب العمل والفرص. لقد قال السيد مدلسي عندما جاء إلى لندن الشهر الماضي، إنه لم يكن هناك عدد كبير للشركات البريطانية في برنامج الاستثمار في الجزائر، وأنا واللورد ريزبي ملتزمان بتغيير ذلك. بشؤون الساحل ، ستيفن أوبراين وهو عضو في البرلمان. كانت زيارتنا الثانية للمبعوث الخاص لرئيس الوزراء المكلف كان السيد أوبراين وزيرا في قسم التنمية الدولية وله علاقة طويلة مع إفريقيا. كان في زيارة إلى الجزائر للاستماع إلى شخصيات بارزة في الحكومة الجزائرية، لفهم مخاوفهم المتعلقة بمالي وتحديد أحدث أفكار المملكة المتحدة. لقد كان واضحا باعتراف بريطانيا لمخاوف الجزائر المشروعة الأمنية والتي تعترف بأن الجزائر لها دور إقليمي رئيس في البحث عن حل طويل الأمد لأزمة مالي. لقد كانت هذه الاجتماعات مفيدة وستشكل جزءا في إيجاد أفضل السبل لدعم مقاربة تترأسها مالي ومدعمة إقليميا بالتعاون مع مجتمع الدولي منسق الجهود تلعب فيه المملكة المتحدة دورها. إن ترقية مستوى الاتصال الثنائي بين الجزائر والمملكة المتحدة هو في مصلحة بلدينا على حد سواء. نحن نشاطر نفس التحليل في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. لقد أقمنا حوارا قائما على الثقة والدعم المتبادل في القضايا القليلة التي تميزنا. وهذا هو السبب الذي جعلني أعتقد بأن الشراكة بين المملكة المتحدةوالجزائر هي شراكة مثلى.