صدحت مكبرات الصوت بمختلف مساجد الوطن بآيات قرآنية ودروس ومواعظ وأدعية لرفع وباء كورونا عن بلادنا وحفظها من كل مكروه، وقد أثلجت تلك التلاوات صدور كثير من الجزائريين وأثرت فيهم كثيرا، بعد أن أوصد فيروس كورونا أبواب بيوت الله في وجوههم. ويأتي ذلك استجابة لتعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي طلبت فيها بث القرآن الكريم في جميع مساجد الجمهورية تاركة المجال مفتوحا لضبط المدة الزمنية والأيام المختارة لذلك. وأكد محمد عزوق مدير التوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية أن الأئمة كلهم مجندون وحولوا منابرهم المسجدية إلى منابر افتراضية وأصبحوا يمارسون الوعظ والإرشاد عبر صفحاتهم الفايسبوكية ومنهم من أطلق صفحات جديدة بأسماء المساجد التي يشرفون عليها، يتابعها المصلون. وأضاف عزوق "صحيح أن الصلاة علقت في المساجد، لكن دور الإمام لم يتوقف أبدا فهو موجود في الدروس التي يقدمها باختيار مواضيع يعيشها المواطن في هذه الأزمة الصحية للبلاد، حيث يترجم توجيهات الأطباء ويوجه رسائل للتجار والمواطنين بالتخلي عن الجشع والتزام البيوت، وهو يشارك أيضا في مجالس سبل الخيرات لجمع الإعانات للمحتاجين كونه أدرى الناس بفقراء منطقته وأكثرهم ثقة في مجتمعه وكلامه مسموع". وكشف مدير التوجيه الديني محمد عزوق عن استحداث الوزرة لفتاوى إلكترونية من خلال صفحات رسمية وبريد إلكتروني للمجالس العلمية الخاصة بكل ولاية أو مقاطعة إدارية، تجنبا لتنقل المواطن إلى اللجان العلمية للحصول على جواب لانشغالاته وأسئلته كما كان معمولا به سابقا. وأفاد عزوق أن المجالس العلمية بدأت في استقبال تلك الفتاوى والإجابة عنها وهو ما يزيد من مسؤولية الأئمة ويثقلها أكثر للتصدي لهذه الحرب الوبائية والبيولوجية التي نحاربها اليوم. بدوره أوضح الإمام والمفتش الولائي سليم محمدي في تصريح للشروق أن دور الإمام لا يقتصر على أداء صلاة الجماعة فحسب وإنما له دور اجتماعي كبير يجب أن يمارسه في مثل هذه الأوقات العصيبة، وتأسّف المتحدث لبعض السلوكات الشاذة الصادرة من قبل أئمة تعاملوا مع الأمر بمنطق موظف الدولة الذي ينتظر راتبه نهاية الشهر، وبالمقابل يقول محمدي سليم، أبان غالبية الأئمة عن وجه مشرف في التعامل مع الأزمة ونزلوا إلى الأحياء والشوارع في خرجات تحسيسية مع بعض أعيان المنطقة أو مجتمعها المدني أو حتى مسؤوليها المحليين للتحسيس بأهمية الحجر الصحي والبقاء في المنازل والتدليل على ذلك من القرآن والسنة.