ستستقبل مؤسسة سونلغاز كل سنة في بداية فصل الصيف زبائنها بولاية أدرار بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي لساعات طويلة وأحيانا تكون متذبذبة مخلفة خسائر فادحة وأضرارا في الأجهزة الكهرومنزلية، كالثلاجات والمكيفات الهوائية للمواطنين. وأصبح المواطن بأدرار يدفع ثمن الفاتورة مرتين تارة التكلفة الباهظة لدى مصالح سونلغاز وتارة ثمن صيانة الأجهزة المعطلة، بفعل انقطاع التيار وعودته بين الفينة والأخرى في عز فصل الصيف، أين تبلغ درجة الحرارة 44 وشهر الصيام والوضع الخاص الذي تعيشه البلاد. هذا الإشكال ولد سخطا كبيرا للمواطنين، الذين عبروا عن سخطهم واستنكارهم التام لهذا الأمر، مطالبين المصالح المعنية بالتدخل قبل انفلات الأوضاع. وجاء في تقرير أعدته الأكاديمية الوطنية للمجتمع المدني وتعزيز الوحدة الوطنية تحوز "الشروق" نسخة منه، أن المواطنين بدائرة فنوغيل يعانون من هذا الانقطاعات منذ مدة، دون أن تقوم المؤسسة بإصلاحها أو القيام بأعمال الصيانة ووضع حد لهذا الأمر قبل حلول فصل الصيف، أو على الأقل تتقدم المؤسسة باعتذار رسمي عن إتلاف أجهزة المواطنين، أو تعويضها لاسيما الفئة المعوزة منها التي لا تملك مداخيل لشراء وإصلاح أجهزتها المعطلة. وهو ما أغضب المواطنين وفعاليات المجتمع المدني الذين لوحوا للقيام بحركة احتجاجية موحدة لدى مختلف مناطق الولاية، للتعبير عن غضبهم ومطالبة المؤسسة بالوفاء بالتزاماتها، خصوصا أن الظرف الذي تمر به البلاد يمنع التجمهر للوقاية من تفشي وانتشار الفيروس، الذي يحتم على المواطنين البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، إلا أن انقطاع التيار الكهربائي قد يدفع بالمواطن إلى خرق الحجر في حال تكرار هذا التذبذب. وترجع أسباب العطب حسب تصريح مسؤولي سونلغاز ككل سنة إلى زيادة الضغط على المولدات وعدم قدرتها على استيعاب وتوفير الطاقة الكافية، نظرا للطلب المتزايد في استهلاك الطاقة. ومن جهة أخرى، ضعف المولدات والموزعات، التي في غالبها نوعية رديئة لا تتحمل الحرارة الشديدة، ولا تستطيع المقاومة، الأمر الذي جعل المهندسين والمكلفين بالصيانة يتصادمون أمام واقع مر، ويسايرون الوضع بسياسة تجاوز الأمر الواقع. للإشارة، فإن ولاية أدرار شهدت خلال الصائفة الفارطة اندلاع عدة احتجاجات وحرقا للعجلات وسيارات الشركة في عدة مناطق بالولاية، إلا أن تكرار هذا الأمر أفقد المواطنين صوابهم.