مدن تغرق في الظلام والأمن يواجه غضب الشارع خلفت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عبر التراب الوطني، خلال هذه الصائفة وخصوصا نهاية الأسبوع المنصرم التي عرفت ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة بلغت 50 درجة مئوية في بعض الولايات، موجة غضب واستياء واسعة في بلديات كثيرة على امتداد القطر الوطني بما في ذلك العاصمة، حيث شهدت مناطق واسعة في شرق وغرب ووسط وجنوب البلاد موجة احتجاجات واسعة تخللها قطع الطرقات ومحاولات تخريب المنشآت التابعة لمؤسسة سونلغاز. وقد تسببت الانقطاعات المتكررة في حالات فوضى واحتجاجات المواطنين خاصة في عدة ولايات من الجنوب الذي يُسجل خلال هذه الصائفة درجات حرارة قياسية. وفي ظل الغموض وغياب الاتصال بالمواطن من طرف شركات توزيع الكهرباء، عند حدوث انقطاعات متكررة للكهرباء وتوضيح الأسباب، يبقى المواطن حائرا والوضع يزداد سوءا مع تكرار هذا الوضع المأساوي، مما يجعله يحتّج في الشارع. ومع ازدياد الانقطاعات المفاجئة التي تستمر ساعات وتمتد أحيانا إلى أكثر من يوم في بعض المناطق الداخلية وحتى الساحلية، لم يجد المواطنون إلا الشارع للاحتجاج على هذا الوضع. وقد سجلت مختلف مصالح الأمن مئات التدخلات لحفظ النظام في عدة ولايات على غرار الطارف، الشلف، بسكرة، تبسة، أدرار، العاصمة، البليدة وغيرها من الولايات للمطالبة بتسوية هذا المشكل وإيجاد حلول عاجلة له. وسجلت عدة ولايات خلال اليومين الأخيرين مئات الانقطاعات في التيار الكهربائي قد تصل إلى 14 ساعة، على غرار ما حدث أول أمس ببلدية القبة، حين انقطع التيار منذ الساعة الرابعة والنصف مساء إلى غاية السادسة صباحا، حيث أفطر السكان على ضوء الشموع، وأفطر سكان بئر خادم نهاية الأسبوع أيضا على طاولة ظلام بعد انقطاع التيار منذ 4 مساء إلى غاية 5 من فجر اليوم الموالي. كما بلغت في العاصمة عشرات الشكاوى في الجهة الشرقية بالرويبة والدار البيضاء التي تشهد يوميا ابتداء من ال11 ليلا انقطاعا في التيار إلى غاية صباح اليوم الموالي. والأمر نفسه بغرب العاصمة بعين البنيان وزرالدة وغيرها. كما تم تسجيل منذ مساء أول أمس الجمعة في كل من ولاية تيبازة والبليدة، انقطاع التيار الكهربائي ودام ذلك أزيد من 10 ساعات، دون أن يفهم المواطن السبب، واكتفت مصالح سونلغاز بتبرير ذلك بوجود عطب تقني تعمل مصالحها في الميدان على البحث عن مصدر العطب ثم تصليحه دون أن تُحدد مدة تصليح الخلل. فاطمة الزهراء.أ انقطاع الكهرباء ليومين متتاليين يخرج سكان أولاد يعيش بالبليدة إلى الشارع أجبر الانقطاع المتواصل والمستمر للتيار الكهربائي سكان دائرة أولاد يعيش، على الاحتشاد وقطع الطريق الرابط بين ولاية البليدة وبلدية الصومعة. كما قام هؤلاء السكان أيضا بحرق الإطارات احتجاجا على الإهمال الذي تعرضوا له من طرف مؤسسة سونلغاز، خاصة سكان حي الأمير عبد القادر وأيضا سكان حي عدل بأولاد يعيش الذين كانوا أشد المتضررين بدليل أن مدة انقطاع التيار الكهربائي بهذه البلدية دام يومين كاملين، وتسبب في خسائر مادية لا سيما لدى التجار والجزارين الذين تلفت سلعهم فدفعوا الثمن غاليا. وتسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أيضا في تعرض عدة أشخاص مسننين لأزمات تنفسية ومنهم من عانى من أزمات قلبية، الأمر الذي زاد من إصرار وعزيمة سكان هذه الدائرة في الاعتصام وقطع الطريق، وهدد البعض منهم بشن إضراب عن الطعام. بين هذا وذاك يبقى المواطن الجزائري هو الضحية الأول والأخير في هذه الانقطاعات التي أضحت سنفونية تعزفها سونلغاز، فإذا كانت الدول المتحضرة تحتفل بمرور عقود وعقود عن عدم انقطاع التيار الكهربائي، فإن الأمر يختلف بالجزائر حيث سيتخذ المواطن الجزائري من فصل الصيف ذكرى لانقطاع التيار الكهربائي. محمد.ر سونلغاز تعمق معاناة المواطنين مع موجة الحر في رمضان انقطاع الكهرباء يفجر احتجاجات ساخنة ببلديات عنابة عاشت ولاية عنابة أمس والليلة الماضية على وقع موجة جديدة من الاحتجاجات على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث أثار التذبذب الكبير في التموين بالطاقة سخط واستياء آلاف المواطنين من عاصمة الولاية، وكذا بلديات البوني وسيدي عمار والشرفة والعلمة، خاصة وأن الانقطاعات تكون بصفة فجائية، وغالبا ما تسجل في أوقات الذروة، في الظهيرة، أو خلال السهرة، بشكل فجر غليانا وأحداث شغب في الطرقات والشوارع. وفي هذا السياق، خرج سكان بلدية العلمة في حركة احتجاجية عارمة، أقدم من خلالها المحتجون على قطع الطريق الوطني رقم 84 الرابط بين سكيكدةوعنابة باستعمال الحجارة والمتاريس، وإضرام النيران في العجلات المطاطية، الأمر الذي تسبب في شل الحركة المرورية، قبل أن تتدخل وحدات الدرك لفتح الطريق في وجه مستعمليه. وغير بعيد عن بلدية العلمة خرج بعض الشبان من بلدية الشرفة إلى الشارع، وأقدموا على شل حركة المرور على خلفية الانقطاعات المتكررة للتيار على مدار الأسبوعين الأخيرين، لأن هذه الانقطاعات بلغت ذروتها منذ ثلاثة أيام، رغم الاتصالات العديدة التي قام بها السكان لطلب تدخل فرق سونلغاز من أجل إصلاح الأعطاب، لكن عدم الإستجابة حسب تصريحات بعض المحتجين تسبب في إتلاف العديد من المكيفات الهوائية، وكذا الأجهزة الكهرومنزلية، فضلا عن انعكاس هذه الانقطاعات على الحياة اليومية للمواطنين في عز رمضان، كونها سجلت في ظروف استثنائية، على اعتبار أن الحرارة فاقت 46 درجة. إلى ذلك فقد شهدت بلدية سيدي عمار جملة من الاحتجاجات العارمة، سببها الرئيسي والوحيد الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث قام سكان العديد من القرى والتجمعات السكنية الكبيرة بالاحتجاج عبر الطريق المؤدي من سيدي عمار إلى برحال، الأمر الذي نتج عنه شلل كلي لحركة التنقل عبر هذا المسلك، كون سكان قرية دراجي رجم لم يتقبلوا انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم، فقاموا بغلق الطريق المحاذي لمفحمة مركب أرسلور ميتال، وذلك بوضع الحجارة والمتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، مطالبين بضرورة التدخل الفوري والعاجل لوحدات سونلغاز من أجل إصلاح العطب المسجل، وهي نفس الأجواء التي عاشت على وقعها قرية حجار الديس، لأن السكان قاموا بغلق الطريق للمطالبة بالتحكم في تزويد المنازل بالطاقة الكهربائية في هذه الأيام التي تعرف موجة حر شديدة، ولو أن هذه المطالب كانت في صدارة الانشغالات التي طرحها سكان قرية مرزوق عمار المعروفة باسم «القنطرة» خلال الحركة الاحتجاجية التي قاموا بها في الفترة الصباحية من يوم أمس. وقال المحتجون إن منطقتهم تشهد مؤخرا أسوأ وضع في مجال التزود بالكهرباء منذ عدة سنوات، وتعاني، حسب المواطنين، من انقطاعات يومية للكهرباء يدوم بعضها أكثر من ساعة، وتتزامن مع ساعة الذروة في ارتفاع درجة الحرارة من منتصف النهار إلى غاية الخامسة عندما تصل درجة الحرارة في الظل إلى 39 أو 40 درجة مئوية. وفي نفس الإطار خرج سكان ضاحية «سانت كلو» بمدينة عنابة، سهرة أمس الأول، إلى الشارع وقطعوا الطريق على محور «الكورنيش» تعبيرا منهم عن استيائهم من تفاقم ظاهرة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، لأن السكان أصبحوا يقضون سهراتهم تحت الظلام الدامس، وفي درجة حرارة قياسية، مادامت الانقطاعات تحدث بداية من الساعة التاسعة من سهرة كل يوم، رغم التطمينات التي قدمتها فرق سونلغاز، والقاضية بالتحكم في عملية التزويد بالطاقة الكهربائية مطلع الأسبوع القادم. وقد لوحظ أن العديد من المواطنين ممن عندهم مرضى وأطفال صغار، صاروا يحتمون من الحرارة بتشغيل مكيفات سياراتهم وقت الذروة حين تنقطع الكهرباء. بينما لجأ الكثيرون إلى الشواطئ، حيث هواء البحر البارد.