يكاد يشبه مسار سعيد بن رحمة، مسار نجم الخضر رياض محرز، فاللاعب قادم من فرنسا إلى الدرجة الثانية الإنجليزية، وهو على حافة الانضمام إلى فريق من قوى الكرة الإنجليزية، وحتى لو تبخر حلمه وحلم الجزائريين في انضمامه في الميركاتو الصيفي القادم لنادي تشيلسي أو أحد كبار إنجلترا، فإن فرصة صعود فريقه برينتفورد المتواجد في الضاحية اللندنية ممكنة، ليكون صورة طبق الأصل لرحلة رياض محرز الذي قدم من لوهافر إلى ليستر المنتمي حينها إلى الدرجة الثانية الإنجليزية، وصعد معه وشارك في الانجاز الكبير في تحقيق اللقب وانتقل بعدها إلى فريق مانشستر سيتي الذي يعتبر من كبار العالم. الذين يعرفون تشيلسي وبن رحمة أيضا يرون أن مكانة اللاعب لا نقاش فيها مع هذا الفريق الكبير، ويرون بأن الفريق سيستفيد كثيرا من موهبة سعيد بن رحمة، لأن طريقة لعبه لا تختلف كثيرا عن طريقة نجم تشيلسي السابق هازارد، وقد يكون سن اللاعب الذي مازال في الرابعة والعشرين وبضعة أشهر، قوة لصالح اللاعب الجزائري الذي مازال لم يحصل على فرصته سواء مع فريق كبير أو مع المنتخب الوطني حيث يجد نفسه باستمرار على الهامش في وجود لاعبين كبار ومنهم رياض محرز. تقدم اللاعب رياض حرز في السن حيث تجاوز التاسعة والعشرين، يجعل من ضخّ لاعب بقيمة سعيد بن رحمة ضرورة قصوى ستطمئن جمال بلماضي على مستقبل المنتخب الوطني في المدى المتوسط، كما أن سعيد بن رحمة يمنح للمدرب الكثير من الخيارات فهو لاعب حر بطريقة لعبه في وسط الميدان ويمكنه التواجد على الجهة اليسرى وأمام شحّ الدوري الجزائري من النجوم من صغار السن بدليل أن كل الأندية الجزائرية لا تعتمد إلا على كبار السن، فإن البحث عن البدائل صار يؤرق أهل الكرة والقائمين على الخضر، حتى لا يشيخ المنتخب الوطني ويفقد هيبته، واللاعب الأكثر تألقا قبل جائحة كورونا هو سعيد بن رحمة الذي فقد والده وجلب تعاطف الناس في لندن وفي الجزائر، وهو لاعب مغترب عانى كما عانى بن طالب ومحرز في فرنسا فقرّر أن ينتقل إلى الدرجة الأولى البريطانية في أول خطوة نحو فريق كبير من الدوري الممتاز، وقد يسير على خطى نبيل بن طالب ورياض محرز خاصة أنه مازال في ربيعه الرابع والعشرين، وقد تكون وجهته تشيلسي. سعيد بن رحمة من مواليد 10 أوت 1995 بمدينة عين تموشنت بغرب الجزائر، انتقل مع والديه يافعا إلى فرنسا وانضم إلى مدرسة نيس الشهيرة، وفي سن ال 18 حقق حلم حياته في أول عقد احترافي مع نيس ولم تُمنح له الفرصة إلا في سن ال 18 حيث لعب مباراتين في الدرجة الفرنسية الأولى وسجل فيهما هدفين، ولكنه عانى من التهميش خاصة عندما يُحوّل بين الحين والآخر إلى الفريق الرديف، ولم يلعب فترة مطولة في نيس إلا في سن العشرين، ليقرر الانتقال إلى أونجي ومنها العودة إلى نيس ثم الانتقال إلى أجاكسيو من دون الخروج من فرنسا، وفي الموسم قبل الماضي من أجل الحصول على فرصة كاملة للعب، قبل بالانتقال إلى القسم الفرنسي الثاني وتقمص ألوان شاطوروا وصار نجمه الأول، وتألق بتسجيله 9 أهداف، ثم طار إلى إنجلترا وحاول السير على خطى رياض محرز الذي فرّ من تهميشه من لوهافر الفرنسي المتواضع، إلى ليستر في الدرجة الثانية وصعد معه وصار نجما كبيرا. وفعلا تمكن بن رحمة في أول موسم له خارج فرنسا، من التأقلم بسرعة مع اللعب الإنجليزي، وهو الآن في موسمه الثاني بصدد أداء أحسن موسم في مشواره الكروي بعشرة أهداف وثمان تمريرات حاسمة، وبالتأكيد فإنه سيحصل على عقد محترم في فريق إنجليزي كبير بعد أن تحوّل إلى ظاهرة كروية في ناديه لأن ما يقدمه من تمريرات حاسمة وأهداف جميلة وألعاب ساحرة هي عبارة عن تحفة كروية يستعمل فيها المهارة والمراوغة والقذف وبالقدمين. وستكون هدية رائعة لسعيد بن رحمة لو ينتقل إلى تشيلسي ويحقق حلم والده الراحل الذي كان يأمل في لعب إبنه لأحد الفرق الكبيرة في العالم، وستكون أيضا هدية رائعة لجمال بلماضي الذي ستزدحم تشكيلته بالنجوم ويصبح أمامه خيارات كثيرة، كلها ناجحة. ب.ع