احتفل في هذا الشهر فيفري، اللاعبان ياسين براهيمي ورياض محرز بعيدي ميلادهما ال 29 وال 28 على التوالي مما يعني أن بقاءهما في قمة العطاء لن يستمر كثيرا، وأمام شحّ الدوري الجزائري من النجوم من صغار السن بدليل أن كل الأندية الجزائرية لا تعتمد إلا على كبار السن، فإن البحث عن البدائل صار يؤرق أهل الكرة والقائمين على الخضر، حتى لا يشيخ المنتخب الوطني ويفقد هيبته، واللاعب المتألق حاليا في القسم الأول في انجلترا، هو لاعب مغترب عانى كما عانى بن طالب ومحرز في فرنسا فقرّر أن ينتقل إلى الدرجة الأولى البريطانية في أول خطوة نحو فريق كبير من الدوري الممتاز، وقد يسير على خطى نبيل بن طالب ورياض محرز خاصة أنه مازال في ربيعه الثالث والعشرين. الأمر يتعلق بسعيد بن رحمة الذي صنع مساء السبت الفرجة والإبداع في مواجهة فريقه برينتفورد عندما استقبل فريق هال سيتي، وكان نجم المباراة بن رحمة الذي كان فريقه متأخرا بهدف مقابل صفر منذ الدقيقة 24، فقام بن رحمة بعد ذلك بسلسلة من المراوغات الرائعة وقدم كرة هدف لزميله الجنوب إفريقي موكوجو ليعدل النتيجة، ثم تولى بعد ذلك التسجيل بنفسه وقاد فريقه للفوز بخماسية مقابل واحد، سجل منها ثلاثية وقدّم كرة سانحة، ليرفع رقم أهدافه إلى سبعة أهداف في 1651 دقيقة لعبها لحد الآن، إضافة إلى سبع تريرات حاسمة في دوري صعب جدا، يضم كبار إنجلترا ومنهم من فاز برابطة أبطال أوروبا مثل نوتينغهام فوريست، وفرق أخرى كبيرة مثل نورويتش وأستون فيلا وشيفيلد وانزدي وليدز وويست برمويتش. سيكمل سعيد بن رحمة رفقة ناديه ما تبقى من مباريات في راحة فالفريق في مرتبة متوسطة غير مهدد بالسقوط ولن يكون له أي أمل أيضا في الصعود إلى الدرجة الاولى الممتازة، وهي فرصة ذهبية للنجم سعيد بن رحمة ليطلق كل رصاصاته الكروية من أجل لفت مزيد من أنظار الأندية الإنجليزية الكبرى التي وضعت إسمه ضمن اهتماماتها في الميركاتو الصيفي القادم، لأنه من غير المعقول أن يبقى سعيد بن رحمة في ناديه الحالي بريتفورد، الذي حتى لو حقق الصعود إلى الدرجة الممتازة فمن المستحيل أن يسير على خطى ليستر سيتي، لأن إمكانياته ليست كبيرة وحتى الملعب الذي ينشط فيه لا تزيد سعته عن 12 ألف متفرج وليس للتادي تاريخ كروي كبير إذ لم يحصل على أي لقب في تاريخه. سعيد بن رحمة من مواليد 10 أوت 1995 بمدينة عين تموشنت بغرب الجزائر، إنتقل مع والديه يافعا إلى فرنسا وانضم إلى مدرسة نيس الشهيرة، وفي سن ال 18 حقق حلم حياته في أول عقد احترافي مع نيس ولم تُمنح له الفرصة إلا في سن ال 18 حيث لعب مباراتين في الدرجة الفرنسية الأولى وسجل فيهما هدفين، ولكنه عانى من التهميش خاصة عندما يُحوّل بين الحين والآخر إلى الفريق الرديف، ولم يلعب فترة مطولة في نيس إلا في سن العشرين، ليقرر الانتقال إلى أونجي ومنها العودة إلى نيس ثم الانتقال إلى أجاكسيو من دون الخروج من فرنسا، وفي الموسم الماضي من أجل الحصول على فرصة كاملة للعب، قبل بالانتقال إلى القسم الفرنسي الثاني وتقمص ألوان شاطوروا وصار نجمه الأول، وتألق بتسجيله 9 أهداف، ثم طار إلى إنجلترا وحاول السير على خطى رياض محرز الذي فرّ من تهيمشه من لوهافر الفرنسي المتواضع، إلى ليستر في الدرجة الثانية وصعد معه وصار نجما كبيرا. وفعلا تمكن بن رحمة في أول موسم له خارج فرنسا، من التأقلم بسرعة مع اللعب الإنجليزي، وهو بصدد أداء أحسن موسم في مشواره الكروي، وبالتأكيد فإنه سيحصل على عقد محترم في فريق إنجليزي كبير بعد أن تحوّل إلى ظاهرة كروية في ناديه لأن الثلاثية التي سجلها أول أمس في مرمى هال سيتي، كانت عبارة عن تحفة كروية استعمل فيها المهارة والمراوغة والقذف وبالقدمين. ب. ع