دخل اللاعب الجزائري، الناشط في الدرجة الأولى الإنجليزية مع نادي برنتفيلد، سعيد بن رحمة، قلوب الجزائريين، وأيضا الأوروبيين، عقب المشاهد الفنية والإنسانية التي قدمها السبت، في مباراة فاز فيها فريقه بخماسية كاملة في لندن أمام هال سيتي، وكان عريسها الحزين سعيد بن رحمة، الذي سجل وأهدى والده المتوفى حديثا كل أهدافه من خلال طريقة احتفاله، إذ كتب على قميصه أحبك يا أبي باللغة الفرنسية، وذرف الدموع خلال تسجيله الهدف الأول، عندما نزع قميصه، وحصل على إنذار وحام من حوله زملاؤه. الجزائريون تابعوا صور الأهداف وطريقة احتفال سعيد الحزين على اليوتوب، وعلقوا عليها بالمواساة والاعتراف، وطالبوا جمال بلماضي بألا يسقط اسم هذا النجم الذي صار على كل لسان، وتواجده الموسم القادم في القسم الممتاز مؤكد، وقد يكون ذلك مع أحد كبار الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة أن سعيد الذي كان من المفروض أن يشارك في الكان السابق لولا إصابته، قد تم تهميشه في التربص الأخير للخضر، وحتى عندما لعب بعض الدقائق مع الخضر في زمن جمال بلماضي كان يُشرك في الجناح الأيمن، وهو في ناديه صانع ألعاب لا يكلّ ولا يملّ طوال التسعين دقيقة، وينوّع ألعابه ما بين المراغة والقذفات وخاصة المراوغات التي أعجزت كل مدافعي الدرجة الأولى الإنجليزية وبفنيات راقية لا نشاهدها سوى لدى الأرجنتينيين والبرازيليين، وهو أحسن مراوغ جزائري من دون منافس. رفع الفوز الكاسح لبرينتفورد أمام هال سيتي فريق سعيد بن رحمة إلى المركز الخامس، على بعد ست نقاط فقط عن الرائد ويست برومويتش، على بعد 14 جولة من النهاية، ومعلوم أنه في الدرجة الأولى البريطانية التي توازي القسم الثاني، فإن صاحبي المركزين الأول والثاني يضمنان الصعود مباشرة، أما أصحاب المراتب الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة فيلعبون مباريات السد مع فرق من الدرجة الممتازة، ويسير فريق بن رحمة في الطريق الصحيح وهو مرشح فوق العادة بسبب امتلاكه لبن رحمة لبلوغ إحدى المرتبتين الأوليين في وجود فرق كبيرة سبق لها أن تألقت في القمة الإنجليزية مثل ويست برومويتش وليدز وفولهام ونوتنغهام فوريست. هناك لاعبون في العالم أحبهم الناس بسبب مواقفهم الإنسانية أو بسبب ما تعرضوا له من محن، وسعيد بن رحمة الذي ارتبط بوالده الجزائري، وكان أبوه المتوفى أول مشجع له في عالم الكرة، ولأن السعيد عاش التهميش في سنواته الفرنسية، فإن والده أحس بالراحة منذ أن انتقل ابنه إلى بريطانيا ودخل عالم الشهرة العالمية وكان يمني نفسه بأن يفرح معه بالصعود وفي بال الجميع ما حدث لرياض محرز الذي ترك الدوري الفرنسي ونادي لوهافر بعد أن صار يوظف في الفريق الرديف، وعندما انتقل إلى إنجلترا باشر مغامراته في ليستر الذي حقق معه الصعود فانفتحت كل الأبواب أمامه، ولو حقق برينتفيلد الصعود فسيكون عمر بن رحمة في نفس عمر رياض محرز عندما تألق مع ليستر سيتي، لأن سعيد بن رحمة سيبلغ في شهر أوت من السنة الحالية الخامسة والعشرين، وبالتأيد سيكون مطمع كبار القارة الأروبية. وقد سجل سعيد بن رحمة أمام هال سيتي ثلاثة أهداف وهو نفس النادي الذي سجل في مرماه بن رحمة الموسم الماضي وفي نفس الشهر ثلاثية، رفعت رصيده من الأهداف إلى ثمانية في ظرف 2134 دقيقة لعبها، وهو رقم غير بعيد عن أهدافه العشرة التي سجلها الموسم الماضي، ومن سوء حظ سعيد بن رحمة أن خروجه من فرنسا طال، وبقي ينشط مع أندية لا يعرفها أحد مثل شاطوروا وكازيليك أجاكسيو، وحتى عندما انضم إلى فريق نيس كان يقدم في الدقائق التي يلعبها مباريات كبيرة ومع ذلك يجد في المباراة الموالية نفسه مع الفريق الرديف، ومن سوء حظ سعيد بن رحمة أيضا أن الإصابة منعته من المشاركة في كان القاهرة، وإلا كان أحد أبطالها وربما لخطف عرضا من أحد الكبار، كما حدث مع بن سبعيني الذي انتقل إلى بوريسيا مونشن غلادباخ أو بن ناصر الذي تقمص ألوان الميلان. تشبث جمال بلماضي بوالده معروف، وهو الذي يزوره باستمرار ويعتبره ملهمه وسبب نجاحه، ويقال بأن تعلق رياض محرز بوالده المتوفى هو الذي قرّب بلماضي منه، وقد يُقرّبه من سعيد بن رحمة الذي شدّ العالم بالمشاهد المؤثرة الني قام بها وهو يدك شباك هال سيتي بالأهداف.. “أحبك يا أبي” بأعلى صوته وأمام كل العالم. ب. ع