تعرف مصلحة الولادة بالعيادة متعددة الخدمات الصحية ببلدية حد الصحاري بولاية الجلفة حالة من التشنج، بعدما هددت القابلات العاملات بالمصلحة بالاستقالة الجماعية، ما خلق موجة من الاستنكار وسط سكان المنطقة، ودفع بالمكتب البلدي للمنظمة الوطنية للشباب والشغل وترقية المواطنة إلى التعبير عن سخطه واستنكاره من التماطل في تنفيذ القرار الذي صدر عن مصالح مديرية الصحة، بتاريخ 02 جوان المنصرم، القاضي بتدعيم مصلحة الولادة وتحويل قابلة من مستشفى عين وسارة إلى مصلحة الولادة بالعيادة متعددة الخدمات الصحية، من أجل سد المنصب الشاغر الذي تضطر القابلات إلى سده منذ سنوات. وأكدت القابلات أن قرار الاستقالة لا رجعة فيه ما لم تلتزم مديرية الصحة بوعودها، ومواصلة التواني في تنفيذ القرار الذي تم اتخاذه من طرف مدير الصحة بخصوص تدعيم مصلحة الولادة بقابلة. وأضفن أنه تم من خلال لقائهن برئيس العيادة مناقشة برنامج العمل الخاص بالقابلات ومناقشة النقائص الموجودة على مستوى المصلحة والصعوبات الناجمة عن تحويل الحوامل، حيث يتم رفض استقبالهن على مستوى مستشفيات عين وسارة وحاسي بحبح، بحجة عدم إرسالهن بواسطة سيارة الإسعاف، بالرغم من أنه تم فحصهن من طرف مصلحة الولادة وتحويلهن بوصفة طبية تثبت ذلك، إضافة إلى مناقشة برنامج عمل خاص بين القابلات لضمان المداومة 24/24 ساعة خلال أشهر جوان وجويلية وأوت، حين طلبن تدعيم العيادة بقابلتين من أجل إعطاء فرصة للعطل الاستثنائية، فضلا عن كون مصلحة الولادة عرفت تزايدا كبيرا في حالات الولادة والفحوصات خلال الآونة الأخيرة، إذ تم تسجيل 650 حالة ولادة خلال سنة 2019 و280 حالة ولادة منذ بداية السنة الجارية، إضافة إلى أكثر من 6000 حالة فحص سنويا، وهي الأرقام التي تفوق القدرات النفسية والجسدية لثلاث قابلات، خصوصا مع الضغط النفسي الذي تتعرض له القابلات جراء ضغط المواطنين للتكفل بمريضاتهم، كما تضطر القابلات إلى العمل لمدة 48 ساعة متتابعة، وهو ما يتنافى مع مواقيت العمل المنصوص عليها قانونا، مما أثر بشكل كبير وسلبي على السير الحسن للمصلحة. كما تعرف العيادة متعددة الخدمات الصحية العديد من النقائص التي أثرت بشكل كبير على سير العيادة على مستوى كل من مخبر التحاليل الطبية ومصلحة الأشعة وكذا مصلحة الاستعجالات الطبية، بالنظر إلى النقص الفادح في التجهيزات التي تسمح بإجراء جميع التحاليل الطبية، وافتقار مصلحة الأشعة إلى جهاز أشعة رقمي، إضافة إلى انعدام خزان الأوكسجين، بالرغم من كون المنطقة معروفة بكثرة المصابين بأمراض الربو وضيق التنفس، وتوفر العيادة على سيارة إسعاف واحدة، تعتبر غير كافية.