تلقت الجماهير الكروية صدمة كبيرة، إثر وفاة النجم العراقي السابق، أحمد راضي، عن عمر يناهز 56 سنة، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، بعدما تعرض الأسبوع الماضي لارتفاع مفاجئ لدرجة الحرارة، وضعف حاد في جسده، ما أدى إلى نقله للمستشفى وإجراء فحوص أظهرت إصابته بالفيروس، وقد انتشر خبر وفاته وسط الجماهير الكروية العربية، بما فيها المحيط الكروي في الجزائر، بالنظر إلى برزوه اللافت في الثمانينيات، ومواجهته لعدة أندية جزائرية منها شبيبة القبائل. تضمنت عديد التصريحات السابقة للنجم العراقي الراحل أحمد راضي، الكثير من الإشادة والإعجاب بالكرة الجزائرية، من ذلك تصريحه لجريدة المنتخب يوم 3 ديسمبر 1988، حيث قال: "الكرة الجزائرية تمثل الوجه المشرق للكرة العربية، وهذا ليس مجاملة، إن ذلك ثابت من خلال نتائج الجزائر وعروضها على الصعيد الدولي، حيث أكد الجزائريون أكثر من مرة أن لديهم كرة جيدة، وحصلوا على نتائج أفضل من كل العرب، وما أتمناه أن يواصل أشقاؤنا الجزائريون انتصاراتهم، ويحافظوا على مستواهم"، مضيفا في حديثه للإعلامي الفلسطيني فايز نصار: "إن الجزائر شجعت الجميع على حسن الإعداد للبطولات.. ورسخت الثقة في نفوس العرب لمقارعة الكبار.. وتجاوز عقدة النقص…"، كما كان أحمد راضي معجبا بالنجم الجزائري السابق رابح ماجر الذي تألق حينها بألوان نادي بورتو البرتغالي، حيث يقول في هذا الجانب "لقد شرفنا ماجر ورفع رأسنا عاليا.. بالنسبة لي هو ومارادونا وغوليت أفضل النجوم". يملك النجم العراقي الراحل أحمد راضي ذكريات كثيرة مع الكرة الجزائرية، حيث أشاد بها في العديد من تصريحاته لوسائل الإعلام العربية والجزائرية، حيث لم يتوان في تصريح خص به أسبوعية المنتخب نهاية الثمانينيات بالقول بأن الجزائر تمثل الوجه المشرق للكرة العربية، كما كان معجبا بعديد النجوم الكروية الجزائرية البارزة في فترة الثمانينات، وفي مقدمة ذلك ماجر وبلومي وعصاد، مثلما أشاد في عدة مناسبات بجيل 82 و86، علما أن المنتخب العراقي كان قد شارك في مونديال 86 ممثلا للكرة العربية بمعية الجزائر والمغرب، وكان أحمد راضي قد برز بشكل لافت في تلك النسخة، حيث قدموا مردودا مميزا أمام المنتخب الفرنسي. وسبق أسطورة الكرة العراقية أحمد راضي أن واجه عدة أندية جزائرية، وفي مقدمة ذلك شبيبة القبائل في بطولة العرب عام 1986، بألوان نادي الرشيد الذي سحق الشبيبة برباعية، وهو الفريق الذي كان يضم خيرة النجوم العراقية في تلك الفترة، مثل سعد قيس وحارس محمد وحبيب جعفر وليث حسين وعدنان درجال، برئاسة عدي صدام، نجل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكان الرشيد بمثابة صورة مصغرة المنتخب العراقي في تلك الفترة، حيث فاز ببطولة العرب 3 مرات متتالية. وحسب الإعلامي الفلسطيني فايز نصار، فإن أحمد رامي كان حاضرا في بطولة السلام التي جرت في الأردن عام 1991، حيث عرفت مشاركة ممثل العراق بقيادة المدرب عدنان درجال، وكذا وفاق سطيف كممثل للجزائر، وكانت العراق قد ضمنت التأهل، ففضل درجال إراحة احمد راضي، ما فسح المجال لبروز أكرم عمانويل الذي سجل ثلاثية، في الوقت الذي وصف فيه أحمد راضي لاعبي وفاق سطيف بالموهوبين، مبديا إعجابه بالإمكانات الفنية للاعب السابق مليك زرقان، مثلما أشاد قبل ذلك بشبيبة القبائل خلال فترة الثمانينيات التي كانت في أوج عطائها وتألقها تحت قيادة خالف وزيفوتكو. وبعيدا عن خبر وفاة النجم العراقي أحمد راضي، الذي تأثر به الجماهير الكروية، فإن للكرة الجزائرية علاقة طيبة مع نظيرتها العراقية، سواء خلال فترة الثورة التحريرية، أو في عز الحصار الممارس على العراق خلال فترة التسعينيات ومطلع الألفية، حيث لم يتوان رئيس شباب باتنة ثم رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي، في انتداب عدة لاعبين عراقيين، في إطار المساهمة في كسر الحصار رياضيا، وكانت الفرصة لقدوم الهداف سعد قيس والمدافع شرار حيدر وولي كريم والمدرب عامر جميل وعدة أسماء، تركت أثرا طيبا في الملاعب الجزائرية.