تعرف المحافظة السامية لتطوير السهوب بالجلفة حالة من الغليان، منذ إيفاد وزير الفلاحة "سعيد بركات" لجنة تفتيش عالية المستوى قبل أكثر من شهر للمحافظة، وكانت الرسالة التي حملت اتهامات للمحافظ السامي الحالي، والتي حصلت "الشروق اليومي" على نسخة منها ، حلقة في الصراع الخفي الدائر داخل المحافظة السامية لتطوير السهوب منذ تعيين المحافظ السامي الجديد قبل حوالي ستة أشهر. وقد وجهت الرسالة الممضاة من قبل "إطارات وعمال المحافظة السامية لتطوير السهوب" في شكل شكوى للرئيس، حملت عديد الاتهامات للمحافظ السامي الجديد، ومنها تجميد 1200 مليار سنتيم موجهة لتنمية السهوب، و"إدخال المؤسسة في حسابات سياسية ضيقة"، إلى جانب "تحرير أوامر بمهمة عمل وهمية للحصول على تعويضات للنقل، وكذا اتهامه بفبركة العراقيل التي تحول دون تسديد فواتير المقاولين. وقد فوجئت "الشروق اليومي"، بأن ما جاء في الرسالة مجرد افتراءات، فبعد أن تم تعليقها بأروقة المحافظة السامية لتطوير السهوب سارع جميع عمالها وإطاراتها بما فيهم الممضون على الشكوى إلى تقديم تبرئة ذمة، على اعتبار أنهم وقعوا ضحية مناورة، فالقائمة المرفقة بالشكوى كانت ملفقة، كما أن الشكوى أرفقت بورقة خاصة بالحضور. خاصة بعدما حصلت "الشروق اليومي" على نسخ من تبرئة الذمة، التي أمضاها إطارات وعمال وأعوان المحافظة السامية لتطوير السهوب، وأكثر من ذلك، فقد طالب عدد من العمال بينهم العامل "ع .علي " بفتح تحقيق إداري، بعد أن فوجيء "باسمه مدونا على وثيقة وممضى عليها، والتي لا نعرف شكلا يماثلها إلا في أوراق الحضور أو الرقابة المفاجئة"، وقد استغرب هذا العامل إدراج اسم زوجته بقائمة الإمضاءات المرفقة بالرسالة الموجهة لرئيس الجمهورية، رغم أنها كانت في عطلة أمومة. وعليه فقد طالب بفتح تحقيق إداري "لإبراء ذمتنا من أصحاب شكوى أرادوا بنا جسرا يعبرون عليه لتحقيق مآربهم".. وقد تبرأ جميع العمال والموظفين بالمحافظة السامية لتطوير السهوب بالجلفة، والتي تسيّر 23 ولاية من فحوى الرسالة الموجهة للرئيس، والتي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منها. وحسب ما تسرب للشروق اليومي من معلومات، فإن احتمال فتح تحقيق معمق في أموال المحافظة السامية لتطوير السهوب من قبل وزير الفلاحة قد أزعج أطرافا متورطة في الوضعية التي يصفها البعض بالكارثية، وهو الأمر الذي أدى إلى استهداف المحافظ السامي الجديد، الذي اتبع سياسة جديدة لمعالجة الوضعية، مما أضر بمصالح بعض الجماعات بالجلفة، التي ترى في تعيينه على رأس المحافظة السامية لتطوير السهوب تهديدا لمصالحها. والأكيد أن فتح تحقيق معمّق حول الأموال التي رصدتها الدولة لتنمية السهوب عبر 23 ولاية كفيل بإزاحة الستار عمن يقف وراء المناورات التي تشهدها المحافظة السامية لتطوير السهوب، ومنها الرسالة الموجهة لرئيس الجمهورية باسم عمال وموظفي المحافظة والتي تبرؤوا منها. كريم يحيى