أكد المختص في طب العيون الدكتور الساحلي كريم أن السباحة في مياه البحار والمسابح الملوثة تسبب 50 بالمائة من أمراض العيون المنتشرة في فصل الصيف، داعيا المواطنين إلى اختيار الشواطئ والمسابح النظيفة بهدف الحفاظ على صحة عيونهم التي تتميز بحساسية شديدة خاصة إذا تعلق الأمر بكبار السن. وعن أهم أمراض العيون المنتشرة في موسم الإصطياف، قال المتحدث أنها تتمثل أولا في جفاف العين الذي يكون أكثر شيوعا في المناطق الجافة، حيث تكثر الإصابة عند من هم فوق سن الأربعين وتظهر أعراضه من خلال الشعور بخشونة مع حركة الجفون واحمرار متكرر بالعين. وتكمن مضاعفاته في إضعاف العين مما يؤدي لزيادة احتمال إصابتها بالتهابات ميكروبية متكررة. وعندما يتم تشخيص الحالة من قبل طبيب العيون يقوم عادة بوصف قطرات تعويضية تشبه الإفراز الدمعي للعين "دموع صناعية" ومرهم مرطب للعين، ويفضل استعمال العلاج طوال فترة الصيف. ثاني مرض يظهر في الصيف حساسية الملتحمة، وتحدث عادة نتيجة التعرض لمياه البحار والأنهار الملوثة وبعض الروائح أو المساحيق التجميلية، وتتمثل أعراضها في الحكة والاحمرار، وأهم أنواعها الرمد الربيعي الذي يكثر ظهوره في أواخر فصل الربيع وبداية فصل الصيف ويظهر على شكل حساسية مصحوبة بحكة شديدة في العين وإفرازات مخاطية مع احمرار بالعين. وعلاجه يكون أولا بتفادي السباحة في المياه الملوثة و مسببات الحساسية من أتربة وغبار وغيرها، ثم باستخدام قطرات مضادة للهستايين ومضادة للاحتقان. وفي بعض الحالات الشديدة تستخدم قطرات من مشتقات" الكورتيزون" بإشراف طبيب العيون المختص. وينصح بارتداء النظارة الشمسية خلال فترة الإصابة مع وضع كمادات باردة على العين. أما الالتهابات الميكروبية، فهي أمراض تنتشر غالبا عن طريق العدوى إما باللمس المباشر أو باستعمال أدوات خاصة بمريض مصاب كالعدسات اللاصقة أو أقلام التجميل أو تنتقل عن طريق الذباب أو الأماكن المزدحمة قليلة التهوية. وتتلخص أهم أنواعه في التهاب الملتحمة البكتيري، وتتمثل أعراضه في احمرار بالعيون يزداد مع تورم في الجفون وإفرازات مخاطية زائدة خصوصا عند الاستيقاظ من النوم مع وخز داخل العين خلال حركة الجفون. وتكمن مضاعفاته في حالة إهمال العلاج إلى احتمال حدوث قرحة في القرنية مما يهدد الإبصار. ويكون العلاج بالوقاية أولا من التواجد بالأماكن المزدحمة وتجنب استخدام أدوات الغير، وفي حالة الإصابة تجب مراجعة طبيب العيون الذي يبدأ باستخدام مضادات حيوية على شكل قطرات ومرهم مع تنظيف العين من الإفرازات. والنوع الثاني هو التهاب الملتحمة أو القرنية الفيروسي الذي تظهر أعراضه على شكل احمرار شديد بالعيون مع حكة بسيطة بالجفون وإفرازات قليلة، وقد يصاحبها اضطراب في الرؤية. ويتم العلاج عادة باستخدام قطرات مرطبة للعين ومضاد حيوي للالتهابات على شكل قطرات ومرهم وقد يستغرق العلاج فترة 10 - 14 يوما. وفي هذه الفترة ينبغي على المصاب الحذر من انتقال العدوى لغيره من أفراد العائلة. وأخيرا التراخوما: وهي عبارة عن ميكروبات مزمنة ومتكررة خاصة في فصل الصيف، وتظهر أعراض المرض على شكل احمرار خفيف وإفرازات مخاطية قليلة مع الشعور بوخز خفيف خلال حركة الجفون. وهو مرض سهل العلاج إذا لم يهمل حتى مراحل متأخرة حيث قد يؤدي الإهمال إلى حدوث مضاعفات أخرى مثل الالتهابات البكتيرية وتليف الملتحمة وجفاف العين المزمن وتكلسات في السطح الداخلي للجفن. بلقاسم حوام