إصابات في العيون وتقرحات معدية لدى الأطفال في البرك والسدود * * ابتلعت السدود والمستنقعات والوديان أزيد من 65 غريقا خلال شهر ونصف، معظمهم أطفال ومراهقون يقطنون في المناطق الداخلية التي تشهد حرارة ملتهبة وفقرا حادا في المسابح ومساحات الترفيه. هذا ما كشفت عنه المديرية العامة للحماية المدنية في آخر إحصاء لها منذ بداية موسم الاصطياف، محذرة من ارتفاع عدد الضحايا في شهر أوت الذي يتضاعف فيه عدد الوافدين على المناطق الممنوعة من السباحة، على غرار السدود التي أودت بحياة 12 شخصا نتيجة الترسبات الطينية المتواجدة فيها، والتي عادة ما تعلق فيها أرجل الأطفال، مما يتسبب في غرقهم، والآبار التي خلفت 14 ضحية بسبب غازاتها السامة ومياهها المركزة التي يصعب السباحة فيها، حيث يعمد الكثير من الفلاحين في المناطق الجنوبية إلى خلق تجمعات مائية كبيرة متأتية من مياه الآبار، والتي عادة ما يلجأ الشباب والأطفال للسباحة فيها خفية، خاصة في وقت الظهيرة التي تتميز بحرارتها الملتهبة، ونظرا لعدم تعود أطفال الجنوب على السباحة يذهب عدد معتبر منهم ضحية هذه المجمعات المائية التي تتفاوت درجات ارتفاعها، مما يتسبب في انزلاق الأطفال في أماكن ترتفع فيها مستويات المياه. * * وفي ذات السياق، أضافت ذات المصالح أن الوديان تسببت هي الأخرى في غرق 11 شخصا جرفتهم التيارات المائية لأماكن طينية تعلو فيها نسبة المياه التي تتميز بثقلها، حيث تصعب فيها السباحة، وهذا ما يتسبب في انجذاب الأطفال نحو قيعان الوديان وغرقهم السريع، كما قضت المسطحات المائية على حياة 26 شخصا عثر على جثثهم طافية على سطح الماء بعد ساعات طويلة من غرقهم؛ لأن هذه الأماكن عادة ما تكون بعيدة عن التجمعات السكانية ولا يعثر فيها على الغريق إلا في وقت متأخر بعد ملاحظة تغيبه الطويل عن البيت، مما يدفع بالشرطة للبحث عنه في هذه المناطق المعزولة. * * وأكدت المصالح ذاتها أن 90 بالمائة من حالات الوفيات سجلت في المناطق الداخلية التي تشتكي نقصا فادحا في المسابح والأماكن الترفيهية، مما يدفع بالأطفال والشباب للترويح عن أنفسهم في السباحة في المجمعات والمجاري المائية المتوفرة على مستوى مناطقهم، سواء كانت سدودا أو وديانا أو حتى مستنقعات وبرك مائية ملوثة. * * ومن جهة أخرى، حذر مختصون من الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث من السباحة في المستنقعات والسدود والمناطق الممنوعة التي تسببت في آلاف حالات الإسهال التي مست الأطفال بشكل كبير، وقد نتج عنها حالات خطيرة بالنسبة للأطفال الذين لا يتجاوز سنهم 10 سنوات بسبب حساسيتهم المفرطة وضعف الجهاز المناعي لديهم، كما أكد المختصون أن السباحة في هذه المناطق ولدت إصابات عديدة على مستوى العيون التي أصيبت بالتهابات وتقرحات نتيجة الميكروبات التي تسربت إليها، بالإضافة إلى التعرض لتقرحات معدية موجعة تؤدي بأصحابها للدخول العاجل إلى المستشفى نتيجة تسرب المياه الوسخة إلى بطونهم. * * ومن جهت أخرى، سجلت مصالح الحماية المدنية خلال الأسابيع الأولى من الصيف 49 حالة غرق في مختلف ولايات الوطن، منها 41 حالة سجلت في مناطق ممنوعة من السباحة. وجاءت ولاية مستغانم في المقدمة ب15 غريقا جميعهم لقوا حتفهم في مناطق غير محروسة، تليها ولاية عين تيموشنت ب7 غرقى، أربعة منهم في مناطق ممنوعة من السباحة، ثم ولاية بجاية بست حالات غرق، ثلاث منها في مناطق غير محروسة، تليها ولاية تيبازة بأربع حالات غرق كلها في مناطق ممنوعة من السباحة، ثم العاصمة التي سجلت ثلاث حالات غرق كلها في مناطق ممنوعة من السباحة. وعن عدد التدخلات، أحصت مصالح الحماية المدنية 25 ألف حالة تدخل تم من خلالها إنقاذ 11786 مواطن من حالات غرق، مؤكدة أنه تم إنقاذ 63 شخصا منهم عن طريق الزوارق المطاطية، كما تم إسعاف 11644 شخص على مستوى الشواطئ وتحويل 1098 شخص إلى المراكز الصحية. * * وتجدر الإشارة إلى أن ولايتي تيزي وزو وعنابة لم تسجلا أي حالة غرق لحد الساعة.