تعرف قرى ومداشر ولاية تيزي وزو، إقبالا كبيرا لسكان المدن عليها، حيث عادت الحياة لتدب مجددا في المنازل المهجورة، بعدما فرت العائلات من جائحة كورونا التي ولجت المدن الكبرى من أبوابها الواسعة مؤخرا. جائحة الكورونا التي كانت بالأمس القريب مجرد أخبار تتداولها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لدى سكان المدن، أصبحت اليوم حقيقة مرعبة تترصد هؤلاء بعدما استولت عاصمة الولاية، وللأسبوع الثالث على التوالي على حصة الأسد في قائمة الإصابات عبر إقليم الولاية ومعها بعض كبريات المدن، كذراع بن خدة وذراع الميزان، تيقزيرت وغيرها، من المناطق التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين لتواجد الأسواق والمراكز التجارية فيها، ما رفع من عدد الإصابات وحجم الخطر. الأمر الذي دفع بسكان هذه المناطق إلى الهروب الجامعي نحو القرى باعتبارها أكثر أمنا وسلامة هذه الأيام، حيث عادت العائلات إلى منازلها وحقولها المهجورة، لكسر الروتين وتفادي الخطر المحدق والمترصد بهم في كل زاوية من زوايا المدن. بعض العائلات التي تحدثنا إليها، صرحت بان مغادرة منازلها في المدينة، أصبحت ضرورة حتمية، نظرا لارتفاع عدد المصابين خصوصا بمدينة تيزي وزو، ومع اضطرارهم للخروج من اجل قضاء حاجياتهم وأشغالهم فإن خطر الإصابة يبقى واردا، ونظرا لتواجد الأطفال في عطلة غير محددة الأجل، فضل هؤلاء عدم المغامرة والتوجه لدى أهاليهم في القرى أو منازلهم المهجورة، لضمان سلامتهم وسلامة أطفالهم، نظرا لرفع الحجر الصحي بشكل تام بولاية تيزي وزو، مع عدم احترام تدابير وإجراءات الوقاية من قبل عامة الناس، وهو الأمر الذي رفع من نسبة الإصابات وجعل المصالح المكلفة بتشخيص ومتابعة المصابين بالكورونا، تعمل فوق طاقة استيعابها.