عادت إلى الواجهة هذه الأيام ظاهرة انجراف التربة بمختلف أقاليم ولاية تيزي وزو، فما لم يخشاه السكان في الشتاء جاء في الربيع عقب سقوط الأمطار الأخيرة، حيث أضحت الظاهرة من أكبر المشاكل التي تؤرق السكان، بتهديدها حياة العشرات من العائلات التي توجه كل عام نداء استغاثة للجهات الوصية قصد التدخل العاجل لإنقاذهم، واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب ما حدث ببلدية إيللثن في عين الحمام في وقت مضى عقب بلوغ الطمي أوساط القرى النائمة تحت سفح جبل أزرو نطهور. بعد اتساع رقعة انجراف التربة بعدة بلديات الولاية وقراها على غرار أزفون ، تيقزيرت، عين الحمام، ذراع الميزان ، عين الزاوية وتيزي غنيف التي أضحت فيه الظاهرة من أكبر المشاكل التي تؤرق السكان وتهدد حياة العشرات من العائلات وجهت هذه الأخيرة نداء استغاثة للجهات الوصية قصد التدخل العاجل لإنقاذها واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب ما حدث بمدينة عين الحمام. فمع بداية كل موسم أمطار تسجل انهيارات أرضية تظهر بعدة أماكن، وتزداد معها مخاوف السكان حيث أصبحت منازلهم مهددة بالانهيار جراء التحرك غير العادي للتربة، فحسيب شهادة بعض السكان فإن مساحة انجراف التربة تتسع من سنة إلى أخرى، ولم تعد هذه الظاهرة ناجمة من عوامل طبيعية فقط، حيث نجد يد الإنسان مساهمة في ذلك بسبب أشغال البناءات الفوضوية التي يتم إنجازها من طرف الخواص، وفي بعض الأحيان دون دراسة مسبقة. من جهة أخرى، أشار بعض السكان المتضررين إلى أن ما شهدته بعض المناطق وما يواجهه ساكنيها من مخاطر قد يتكرر بمناطق أخرى، إن لم تتدخل السلطات المعنية والجهات الوصية قصد احتواء الوضع في الوقت المناسب قبل تفاقمه، وقبل حدوث ما لا تحمد عقباه، وذلك بردع المقاولين والخواص المتسببين فيها الذين يكونون سببا أحيانا في تقدم الانهيارات الأرضية بشكل مخيف جراء إنجازهم أشغال تسوية خلال الأيام الماطرة، كما يجب تصنيف المناطق الأكثر عرضة لخطر انجراف التربة حتى لا تخصص لإنجاز مشاريع تنموية. وفي تقارير رفعوها إلى السلطات العمومية ألح سكان المناطق المتضررة من هذه الظاهرة بولاية تيزي وزو على ضرورة إجراء دراسة شاملة، في أقرب الآجال، للكشف عن الأسباب الرئيسية لانزلاق التربة بمناطقهم، خاصة أن نطاق الظاهرة يتسع يوميا، ما يتطلب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي أي كارثة محتملة الوقوع. إيباري.أ