أعلن وزراء حزب جبهة التحرير الوطني الحاليين في حكومة سلال، الأربعاء، تمردهم على الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، ودعوه صراحة إلى التّنحي خلال دورة اللجنة المركزية القادمة، مؤكدين التزامهم الحصري بتطبيق برنامج رئيس الجمهورية، وعدم امتلاك بلخادم أي سلطة عليهم ابتداء من يوم أمس الأربعاء. وانتقد بيان مشترك للوزراء وقّعه أمس، كل من عبد العزيز زياري، الطيب لوح، رشيد حراوبية، عبد القادر مساهل، محمود خذري، رشيد بن عيسى، موسى بن حمادي وعمار تو، بشدة تصرفات الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، بعد استعداء المحيط الإداري والسياسي للحزب، وانتقاله إلى "محاولة تسخير مؤسسات الدولة لخدمة طموحاته الشخصية، انتهاكا لحرمة هذه المؤسسات". وأضاف البيان شديد اللهجة، الذي ورد تحت عنوان "بيان من وزراء حزب جبهة التحرير الوطني، أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية"، وتحصلت "الشروق" على نسخة منه، أن "سلوكات بلخادم بدأت تأخذ بالتدريج منحى المعارضة في تناقض خطير مع الواجبات التي يفرضها موقع الصدارة الذي يحتله الحزب ضمن الأغلبية"، ليصل إلى أن هذه السلوكات "تطرح انشغالات سياسية وأخلاقية خطيرة تمس بالسوء توجه الحزب ومواقفه المبدئية بشأن مساهمته في تحقيق البرنامج الرئاسي التنموي والسياسي"، مشيرا إلى انتقال القضايا الحزبية إلى المؤسسات السيادية مثل المجلس الشعبي الوطني، مهددة الأجواء الضرورية لدراسة مشاريع القوانين. وطالب بيان الوزراء الثمانية، بلخادم بالتّنحي الطوعي والإعلان عن ذلك من الآن، لفسح المجال لتعيين أمين عام جديد للحزب يحظى بالإجماع أو التوافق أو عن طريق الانتخاب، خلال الدورة القادمة للجنة المركزية، وذلك لتفادي تعميق الانزلاقات والانقسام داخل الحزب ومؤسسات الدولة نحو الأخطر.