طالب رئيس الجمعية الوطنية لداء كرون والتقرحي، سمير فلاح، الحكومة، برفع نسبة التعويض عن المرض إلى 100بالمائة، وتصنيفه ضمن الأمراض المؤدية إلى العجز، بالنسبة لفئة العمال والموظفين، لأن غالبيتهم قد تعرض لاستئصال شبه كلي للجهاز الهضمي، ويعانون من مضاعفات عديدة، مقترحا في ذات السياق، بفتح مراكز مختصة لعلاج ومتابعة المرضى عبر كامل التراب الوطني. واستغرب فلاح، في تصريح ل" الشروق"، منح مصالح الضمان الاجتماعي للمرضى نسبة التعويض عن مرض كرون ب 80بالمائة، مع العلم -يقول المتحدث- أن العلبة الواحدة من دواء "روازا" لعلاج المرض ثمنها 5000 دج، وقد تصل قيمة الوصفة الطبية إلى ما يعادل 4 ملايين سنتيم، علاوة على أن أغلب المرضى ليس لديهم بطاقة شفاء، على غرار أن الأدوية الخاصة بعلاج المرض نادرة وغائبة بأغلب صيدليات الوطن، بما فيها دواء "روازا" و"إيميريل"، مع تحويل معضم المراكز التي يقصدها مريض الكرون والتقرحي، من أجل أخذ العلاج البيولوجي "ايميرا والريميكاد"، إلى مصلحة لمكافحة كوفيد 19، كعيادة رحموني الجيلالي "les orangers" المختصة في أمراض الجهاز الهضمي والجراحة التي تحوّلت كليا إلى مصلحة لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا. ويقول المتحدث، أن داء كراون والتقرحي قد عرف انتشار مخيفا في الجزائر، حيث سجلت ولاية وهران لوحدها 1050 حالة إصابة مؤكدة من بينها عدد من الأطفال، الأمر الذي استغربه الأطباء الذين أعربوا عن تخوفهم وعدم تحكمهم في تشخيص المرض لدى الأطفال لقلة المعلومات والدراسات حول هذا الداء، داعين إلى تكثيف الحملات التحسيسية من المختصين والباحثين بما فيها الحكومة المخول لها التحرك قبل انتشار المرض. وعرج رئيس الجمعية الوطنية لداء كرون والتقرحي، نحو الأخطاء الطبية التي تعرض لها المرضى بقاعات العمليات الجراحية في مختلف المستشفيات والعيادات، على غرار صعوبة التشخيص، التي شكلت أزمات نفسية للمرضى من فئة الشباب الذين يبلغون سن 35 سنة، الذي تعتبر فترة الذروة للإصابة بالمرض ما يستدع وزارة الصحة إلى دق ناقوس الخطر. ومع تفاقم الحالة وصعوبة التحكم في المرض يقول سمير فلاح، يتعرض أغلب المرضى لاستئصال كلي للأمعاء، ليجد المريض نفسه مجبرا على التعود على كيس الاستفراغ " لبوش كولوستومي " الذي يلازمه طوال حياته، بعد عملية جراحية يخضع لها كحل نهائي لتبدأ معاناة المريض. للإشارة، فإن داء كرون المزمن، يصنف ضمن الأمراض الإنتكاسية، حيث يختفي لأسابيع وأشهر وأحيانا لسنوات ثم يعود للظهور من جديد على شكل هجمات تدخل المريض في غيبوبة، ما زاد من صعوبة التشخيص في المراحل الأولى لتفادي المضاعفات وازدياد الخطورة، أما عن المعاناة النفسية -يقول المتحدث- فأغلب المرضى يعانون من اضطرابات نفسية، ويميلون للعزلة، ويعيشون في خوف وتوتر دائم وحالات اكتئاب، جراء الهجمات المتكررة في حالة ثوران ونشاط المرض.