تعيش النساء الحوامل، حالة خوف شديد من فيروس كورونا، خاصة تلك المشرفات على الولادة، ومع الزيادة في عدد الإصابات بالوباء في الجزائر، والحديث عن موت بعد الحوامل، تقرر تأجيل الحمل إلى وقت غير مسمى من طرف شابات تزوجن مؤخرا، وهذا تفاديا لإصابة محتملة، وهذا ما دعت إليه الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث وبعض المختصين والحقوقيين المدافعين عن المرأة. وأدى رفض بعض الجزائريات للحمل في فترة كورونا، سواء عرائس جدد أو متزوجات منذ مدة، إلى تسجيل بعض الخلافات الأسرية، وحالات عنف ضدهن، وهذه حالة جديدة فرضها فيروس كورونا المستجد، حيث لم يسبق في المجتمع الجزائري الحديث خاصة من طرف المشرع على خلافات زوجية تتعلق برفض الحمل! ودعت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث"فورام"، إلى تأجيل الحمل خلال مرحلة كورونا، بعد زيادة المخاوف عند الحوامل، وتأثيرهن النفسي والجسدي، واحتمال إصابتهن وإصابة أجنتهن ب"كوفيد 19″. وقال خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، إن عدد الولادات في الجزائر ارتفع بشكل مذهل، حيث يتم تسجيل أكثر من مليون ولادة سنويا، وإن جائحة كورونا تستدعي مراجعة الأمر، مع تأجيل الحمل في الوقت الراهن، خاصة وأن النساء اللواتي حملنا في مارس وأفريل، يضعنا حملهن قبل الشروع في التلقيح ضد الفيروس المستجد، حتى لو تم الشروع فيه، فإن بعض المناطق قد لا يصلها اللقاح إلا بعد مدة طويلة. وترى هيئة "الفورام"، أن كورونا فرصة لمراجعة إشكالية الولادات في الجزائر، حيث أن من الضروري تطبيق التباعد في الحمل وتنظيم النسل. من جهته، كشف البروفسور صلاح الدين قرفة، أخصائي في أمراض النساء والتوليد وصاحب عيادة خاصة ببودواو بومرداس، عن الرغبة في الحمل من طرف بعض النساء رغم كورونا، وقال إن أكثر اللواتي يتابعن الفحص عنده، لم يمتنعن عن الحمل، لكن حالة الخوف من الإصابة تزيد لديهن يوما بعد يوم. وتعتبر بعض الحوامل، حسب البروفسور صلاح الدين قرفة، عدم تأجيلهن للحمل تحديا، حيث يبالغن في اتباع إجراءات الوقاية واتخاذ الحذر والحيطة، وهذا سبب لهن حالة وسواس، وأرهقهن نفسيا، فبين الرغبة الجامحة في الإنجاب والرعب من كورونا، يعشن وضعا خاصا وصعبا للغاية. رفض الحمل من طرف الزوجة يحتاج لمراجعة قانونية وفي السياق، أفاد المحامي زكريا بن لحرش، الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، أن القانون الجزائري، لم يتطرق إلى قضية رفض الزوجة للحمل، أو تأجيله، ولا إلى هذا الحق رغم تسجيل، حسبه، عدد من القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة في المحاكم الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، كان أحد أسبابها رفض الزوجة بأن تحمل أو إلحاحها على تأجيل هذا الحمل لوقت لاحق. ويرى زكريا بن لحرش، أن الوقت حان لوضع نص قانوني، يحمي الزوجة من العنف في حال رفضها للحمل، لأن الجانب الحقوقي، يقر بأن "حقي هو جسدي"، مضيفا أن التشريع الجديد يحفظ حق الزوجة ويعاقب على العنف ضدها، من خلال دعوى حق مباشرة لدى الجهات القضائية. حفظ النفس واجب ديني .. لكن الحمل حق للزوج أيضا ومن جهته، أوضح الشيخ جلول قسول، إمام مسجد القدس بحيدرة، أن فيروس "كوفيد 19″، فرض علينا حالة وبائية، ووجب علينا خلالها الحفاظ على الأرواح، حيث هذا الواجب ديني وقاعدة شرعية، ولأن الحامل معرضة حسبه، للإصابة، هي وجنينها، أكثر، فيجوز تأجيل الحمل إلى ما بعد كورونا. ولكن حسب الشيخ قسول، فإن للطبيب المختص رأي في صحة المرأة التي ترغب في الحمل، ويمكن أن تكون وضعيتها الصحية تمنع عليها هذا الحمل، وخاصة مع وباء كورونا فإن الزوج في هذه الحالة إذا لم يتقبل هذا الأمر يعتبر جاهلا، خاصة عندما لا يرى ولا يعي التوابع التي قد يجلبها الحمل. وقال إمام مسجد القدس بحيدة، الشيخ جلول قسول، إن الحمل في الحياة الزوجية وخلال الأيام العادية الأخرى خارج الأوبئة، حق لله وللزوجة والزوج، ولا يقبل شرعا أن ترفض الزوجة الحمل وهي في كامل صحتها، حيث يحق للزوج مطالبتها بالحمل أو الانفصال عنها، وخاصة إذا كانت حجتها تتعلق بالحفاظ على الرشاقة.