اصبح ما يحدث في العديد من أقسام الولادة بالمستشفيات مصدر رعب للنساء الحوامل ، وفي مقدمتها نقص النظافة وغياب التعقيم، التي أصبحت تؤدي إلى انتقال الأمراض وانتشار الفيروسات، ورغم خطورة عملية الولادة وقابلية وسرعة التقاط البكتيريا أثناءها إلا أن اللامبالاة والإهمال أصبح يقود عشرات النساء نحو الأمراض والإلتهابات الحادة . الى متى ستظل مصالح الولادة تعموها الفوضى ؟ وفي جولة قادت السياسي إلى بعض المستشفيات بالجزائر العاصمة على غرار مستشفى بشير منتوري بالقبة ومصطفى باشا حيث كانت وجهتنا الى مصلحة الولادة بهما، شهدنا وضعا أقل ما يقال عنه أنه كارثي يستدعي دق ناقوس الخطر، ويتطلب تدخل المسؤولين للحد من تجاوزات كلفت الكثير من النساء الحوامل صحتهم وحتى حياتهم ، ضمن مظاهر أصبحت عادية لكل من يقصد مصالح الولادة بعدد من المستشفيات. قلة النظافة تهدد حياة الحوامل لا يزال مسلسل معاناة المرأة الحامل في مستشفى بشير منتوري بالقبة ومصطفى باشا متواصل وسط سوء المعاملة والتعرض للإهانة قبل وأثناء الولادة نتيجة ضغوطات المتواجدة والفوضى العارمة وغياب المسؤولين فيما يخص تأدية دورهم في الرقابة ، وبالرغم من أن المرأة الحامل المقبلة على الولادة تعتبر في تلك الفترة ضعفية وتحتاج الى كل الرعاية اللازمة وبالخصوص الوقاية من البكتريات التي تسيطر على المستشفيات لقلة النظافة ، إلا أن اللامبالاة والإهمال أصبح يعرضان حياتها للخطر لتتحول عملية الولادة بالنسبة للكثير من الحوامل من ألام لا تحتمل إلى كابوس وهاجس يطاردهن . كانت وجهتنا الأولى إلى مستشفى منتوري بشير بالقبة و عند وصولنا كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا متجهين نحو المصلحة الولادة وبدخولنا نسمع صراخ احدى الممرضات على امرأة حامل ما اثار دهشة العديد من الجالسين في قاعة الانتظار أكدت إحدى المريضات ل السياسي ان الامر لا يقتصر على سوء المعاملة فقط بل أن غرفة الولادة تعمها الفوضى ووصل الحد الى توليدهم 3 نساء في نفس الوقت و أحيانا لا يغيرون الافرشة و يتركون الدم فوقها واذ تجرأت احد الحوامل المطالبة بالتنظيف فستوبخها الممرضة و لن تعطي لها الإهتمام الضروري نتيجة تكلمها عن ابسط حقوقها . أما ووجهتنا الثانية كانت إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة تحدثنا لأحدى السيدات التي كانت قد انجبت مولودها في ذات اليوم حيث قالت كنت تصرخ من الألم وخفت من أفقد جنيني وحياتي لأانهم رفضوا استقبال بدعوى أنه لا يوجد مكان شاغر ولولا فوضى التي أحدثها زوجي ، مما دفع بإدارة المستشفى إلى إدخالي وبمجرد دخولي وضعت جنيني ، وأضافت بالرغم من أني كنت على وشك الولادة إلا أنهم كانوا يرفضون إدخالي المستشفى خاصةً أني لست من المنطقة بما انني اسكن في عين الدفلى و سبب قدومي إفتقار المستشفى هناك الى ادنى الاجهزة وأن وضعيتي كانت صعبة جدا ، ورغم صراخها إلا أن ذلك لم يشفع لها بالسماح وضع جنينها بالمستشفى الا بعد ثلاث ساعات من شجار الذي اقامه زوجها كما صرحت لنا احد الحوامل أيضا أن أنها قد نامت في سرير واحد هي و اثنان حوامل معها و جنينهم معهم طالبين منهم بوضعهم في أيديهم لغاية الصباح متحدثة في نفس السياق، عن الوضعية الكارثية للمرحاض وتشتكي احدهن ان مياه المراحيض تصل الى غاية سريرها وهي عاجزة عن مسحه مما يتركها تنتظر الى غاية الصباح في ظل غياب الرقابة موضحة أن الأغلب الأطباء غير متواجدين بمناصبهم يوم الجمعة و السبت في فترة الصباح او الليل و صرحت لنا في قولها أن المستشفى يسوق له كواجهة الصحية الراقية إلا انه يعرف وضعا كارثي واوضاع مزرية . . أمراض وبكتريا خطيرة تتجول في مصالح الولادة وتحدثت الدكتورة لحرش اخصائية امراض التوليد ل السياسي عن امكانية التقاط المرأة الحامل للعديد من البكتريا والامراض الخطرة وعلى رأسها السيدا والتهاب الكبد الفيروسي وهذا لقلة النظافة في قاعات التوليد، مشيرة ان الامر اكثر خطورة في الولايات الداخلية يحدث من الكوارث ما لا يصدق لتدني الاوضاع هناك وعدم توفر الاجهزة وخاصة الطاقم الصحي تكون معرفته محدودة ما يؤدي الى اتنقال العدوى واصابة الحامل بأمراض فتاكة تؤدي إلى موتها في بعض الاحيان ، مبرزة أهمية تنظيف المكان وتعقيم حيز الولادة بصفة متواصلة و ذلك لحساسية الميدان الصحي و الخطورة التي تمثلها للمرأة الحامل وأشار مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث لسياسي ان هناك العديد من انواع البكتريا التي قد تلتقطها النساء في قاعة التوليد مما يضطر هنا الى اتباع علاج .