كشف الأستاذ بوسماحة صلاح الدين، المنسق الولائي للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية "كنابست" لوهران، عن وجود تناقض واسع الهوة بين تصريحات وزارة التربية، بخصوص إطلاقها حزمة من إجراءات الوقاية، ضد تفشي وباء كورونا بالمؤسسات التربوية في إطار البروتوكول الصحي المصادق عليه مؤخرا، وما يكشف عنه واقع معظم هياكل القطاع التي فتحت أبوابها مع أواخر شهر أوت المنصرم لتقديم دروس الدعم لصالح مترشحي البيام والبكالوريا، على مستوى ولاية وهران. وأكد ذات المسؤول النقابي على أن ما وصفه بحالة الاستهتار في الوسط التربوي، بخصوص خطورة الوضع الصحي الذي تشهده وهران في ظل انتشار الوباء القاتل وطنيا، قد بلغ حدا مثيرا للقلق والهلع، موضحا استنادا لتقارير مستقاة من عمليات معاينة في الميدان لمسؤولي فروع ذات التنظيم النقابي، خلال فترة المذاكرة الجماعية للتلاميذ، وأيضا التسجيلات التي انطلقت مؤخرا داخل المؤسسات التربوية، على وقوف أعضاء المجلس على غياب أي تدابير للوقاية من مخاطر العدوى بكورونا في جل هذه الهياكل، سواء تعلق الأمر بالوسائل المادية، على غرار الكمامات وقارورات السائل المعقم التي تفاجأوا بافتقادها، شأنها في ذلك شأن التجهيزات المدرسية التي تسمح بتجسيد تدابير التباعد بين الأشخاص. وفيما تعلق ببنود البروتوكول الوقائي، الذي أعلنت وزارة التربية عن اعتماد العمل به رسميا على مستوى القطاع، ابتداء من تاريخ 23 أوت الماضي، يقول المتحدث أن البروتوكول، في حقيقة الأمر "غير محترم بتاتا من طرف بعض المديرين، فيما يطبق بتعسف من طرف البعض الآخر في محاولاتهم تسيير هذه المرحلة الاستثنائية"، مستدلا في هذا السياق بما أقدم عليه مدير متوسطة لحبيب مولياط الكائنة ببلدية بئر الجير، عندما أجبر أستاذة مصابة بوباء كورونا على الحضور إلى المؤسسة، لتقديم دروس الدعم لتلاميذ مقبلين على اجتياز امتحان البيام، رغم إعلامها إياه بوضعها الصحي الذي لا يسمح لها بذلك، ومحاولتها تبرير اعتراضها على المداومة بشهادة طبية تثبت إصابتها بكوفيد 19 بنسبة تفوق 58 بالمائة، وقد اطلعت الشروق على نسخة منها. كما يشير ذات المتحدث إلى أن شكاوى الأساتذة، من انعدام وسائل الوقاية من وباء كورونا، كانت قد أثيرت منذ اليوم الأول من استئناف هؤلاء العمل، داخل مؤسساتهم التعليمية، أين صدموا، على حد قولهم، من ذهاب كل تلك التطمينات التي أطلقتها الوزارة الوصية في إطار البروتوكول الصحي في مهب الريح، مؤكدا على أن مجرد الاحتراز البسيط من التعرض للفيروس بوضع الكمامات الواقية لم يكن متوفرا في بعض المؤسسات، وهو ما سجل خلال فترة المذاكرة والمراجعة وأيضا التسجيلات المدرسية لعينة من تلاميذ المؤسسات، على غرار ثانويات المستقبل، مولاي الحسان، بوعزيز ربيعة. فيما أكد المنسق الولائي لنقابة كنابست، على أن مديرية التربية لولاية وهران كانت قد تلقت من تنظيمه النقابي، تفاصيل دقيقة وموثقة عن سوء تعامل مديري مؤسسات تربوية مع البرتوكول الصحي المذكور، وأحيانا التفاعل معه باستخفاف وتجاهل، ما من شأنه حسب قوله دائما خلق بؤر عدوى جديدة للفيروس القاتل من داخل القطاع بوهران، لكنه أشار في المقابل إلى غياب أي إجراءات ردع أو تدخل في الميدان، تصب في خانة الحرص على حياة أي عضو من أعضاء الأسرة التربوية، وعليه أطلق ذات المتحدث، تحذيرات من عواقب ما أسماه بالعبث بصحة التلاميذ وكذا الأساتذة والإداريين، محملا مديرية التربية المسؤولية الكاملة، عن احتمالية ظهور أي إصابة جديدة مصدرها المؤسسة التربوية في قادم الأيام. من جهة أخرى، حاولنا الاتصال مرارا بمدير التربية لوهران، لكنه لم يرد على اتصالاتنا.