عثر الجمعة، على عامل متوفى بغرفته في قاعدة الحياة بالمؤسسة الوطنية للأشغال الكبرى "جي.تي.بي"، وهي أحد فروع مجمع سوناطراك، وتعد هذه ثالث حالة وفاة لعامل، في ظروف غامضة في مدة أسبوع، على مستوى ولاية إيليزي. والمتوفى من مواليد سنة 1962، وينحدر من ولاية وهران، ويعمل في ناحية غرد النص المتواجدة بإقليم بلدية برج عمر إدريس بولاية ايليزي. لتضاف هذه الحالة إلى وفاة عاملين بشركات المناولة المختصة في الإطعام، في واقعتين منفصلتين تشتركان في أن العاملين توفيا على مستوى غرفتيهما، بكل من غرد النص وتيقنتورين. وأثارت هذه الوفيات المتتالية، العديد من علامات الاستفهام، بالنظر إلى تشابه ظروف الوفاة المفاجئة لهؤلاء العمال، ورغم أن الوفيات تبدو طبيعية، إلا أن العديد من العمال والمواطنين، طالبوا بالتحقيق في أسباب وظروف هذه الوفيات، والتي عزاها البعض إلى الضغوطات النفسية التي يتعرض لها العمال، الناجمة عن الفترة الطويلة التي يقضيها عمال شركات المناولة في العمل منذ بدء جائحة كوفيد 19، والتي تصل في بعض الأحيان إلى ثمانية أسابيع من العمل في قلب الصحراء أو أكثر. ومع عدم نيل العديد منهم حقوقهم، قد يشكل ذلك ضغوطا نفسية كبيرة، تؤدي إلى حدوث الموت المفاجئ، وهذا ما جعل عدة عمال يطالبون بتحسين الظروف في شركات المناولة، خاصة فيما يخص نظام العطل والأجور، وهي المطالب التي أدت إلى عشرات الاحتجاجات للعمال في مختلف شركات المناولة، حيث إنه ورغم الوعود المتكررة بتحسين ظروفهم، إلى أنها بقيت على حالها. فيما تتزايد مخاوف من تسجيل وفيات مماثلة مستقبلا، في حال عدم دراسة الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة.