وصفت بعض نقابات التربية نسبة النجاح في امتحانات البكالوريا المعلن عنها اليوم من طرف الوزيرة نورية بن غبريت والمقدرة ب 55.88 بالمائة بالمرتفعة وغير المعقولة مقارنة بالنتائج التي حققتها التلاميذ خلال الموسم الدراسي والتي لم تتعد فيها نسبة التلاميذ الذين تحصلوا على المعدل خلال السنة 30 بالمائة، مقابل ذلك اعتبر نقابيون آخرون النتائج مقبولة إلا أن الناجحين سينتقلون إلى الجامعة بمعارف ناقصة بسبب تأثر تحصيلهم المعرفي بالإضرابات التي شهدها القطاع، متسائلة عن مصير 313 راسبا في البكالوريا الذين سيحتضنهم الشارع. الكلا: النتائج المعلن عنها تثير عديد التساؤلات وصف المكلف بالإعلام في مجلس ثانويات الجزائر، إيدير عاشور، أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا المعلن عنها اليوممن قبل وزارة التربية، بغير المعقولة بالنظر إلى عديد المعطيات التي تطرح العديد من التساؤلات بخصوص الأرقام المقدمة من قبل الوزارة. وأكد إيدير عاشور في تصريح ل«البلاد"، أنه من غير المنطقي أن تحقق الوزارة تلك النتائج بالموازاة مع نجاحها هذه السنة في قمع الغش بين المترشحين واعتماد مواضيع امتحانات في المستوى، وهو ما يستوجب حسبه انخفاض نسبة النجاح بالنظر إلى منع وسائل النجاح التي اعتمدت عليها نسبة كبيرة من التلاميذ الناجحين في السنوات الماضية. وأضاف ممثل التنظيم الذي كان قد توقع بناء على دراسة أجراها على عينة عبر خمسة مراكز تصحيح، أن نسبة النجاح لن تتجاوز ال21 بالمائة، وأن النقابة رصدت الضعف الكبير في النتائج خاصة مواد التخصص وهو ما يعني ان النتائج المحققة غير معقولة. كما شدّد إيدير عاشور على الفارق الكبير بين النتائج المحققة خلال السنة بين تلاميذ الطور النهائي والتي لم تتجاوز حسبه نسبة 30 بالمائة فقط تحصلوا على المعدل خلال السنة، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حسب المتحدث. الكناباست: الناجحون سينتقلون إلى الجامعة بمعارف ناقصة وصف المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار"الكناباست"، مسعود بوديبة، نسبة النجاح المعلن عنها من قبل وزارة التربية الوطنية بالمقبولة بالنظر الى الظروف الصعبة التي شهدتها السنة الدراسية 2017/ 2018، مؤكدا على نجاح الأساتذة في رفع التحدي والوصول بالتلاميذ الى نسبة نجاح قاربت ال56 بالمائة، رغم ما شهدته العام الدراسي من إضرابات وتوتر كبير وتأخر أكبر في البرنامج الدراسي، ليؤكد أن النتائج المحققة تؤكد عدم تأثر التلاميذ بالإضراب على مستوى النتائج وإن كانوا قد تأثروا على مستوى التحصيل المعرفي وهو ما سيجعلهم ينتقلون إلى الجامعة بمعارف ناقصة. «الساتاف": نسبة النجاح مضخمة ولا تعكس مستوى المدرسة الجزائرية من جانبها ترى النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين "ساتاف" أن الأرقام والنسب المعلن عنها من قبل وزيرة التربية لا تهم ما دامت لا تعكس المستوى الحقيقي للمدرسة الجزائرية. واعتبر ممثل "الساتاف"، بوعلام عمورة، أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا هذا العام هي نسبة مضخمة نظرا للاضطرابات التي وقعت في السنة الدراسية، والتي وصلت في بعض الولايات الى ثلاثة اشهر كاملة من الإضراب مما يؤثر حتما على مردود الأساتذة ومعنويات التلاميذ، والدروس قدمت بطريقة سطحية بعد استئناف العمل بعد الإضراب، متسائلا: من أين أتت هذه النسبة إذن إذا ما نظرنا إلى كل هذه المعطيات؟ «أسنتيو": نتساءل عن مصير 313 ألف راسب وصف ممثل النقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، نسبة النجاح في البكالوريا المعلن عنها بالمقبولة، غير أنه تساءل بالمقابل عن مصير 313 ألف راسب الذين سيحتضنهم الشارع في ظل استحالة إعادة ادماجهم في المؤسسات لإعادة البكالوريا. وقال يحياوي قويدر،اليوم في تصريح ل«البلاد"، إنه لا أحد بإمكانه الطعن في مصداقية النتائج، وإن نقابته لديها الثقة التامة في الأساتذة، وما يشاع من تضخيم النتائج مجرد ادعاءات. كما تساءل ممثل "أسنتيو" عن مصير الراسبين، وعن سبب عدم تقييم الإصلاحات التربوية المطبقة منذ 2013 والمنبثقة عن لجنة بن زاغو الى يومنا هذا. وأضاف المتحدث أن الوعود التي بنيت على الإصلاحات توقعت تطور نسبة النجاح في شهادة البكالوريا سنويا لتصل الى 70 بالمائة بعد 10 سنوات من الاصلاح، غير أن الواقع أثبت عكس ذلك، إذ بعد 15 سنة من هذه الإصلاحات لا تزال النتائج متذبذبة ولم تبلغ النسبة المرجوة، حيث لم تتجاوز في أحسن الأحوال 58 بالمائة وهو ما يؤكد وجود خلل في الاصلاحات. وجدد المتحدث باسم التنظيم التأكيد على ضرورة تقييم الإصلاحات لتثمين ما يمكن تثمينه وإعادة تقييم وتقويم مكامن الخلل في المنظومة التربوية من برامج ومناهج وكتب مدرسية وطرائق التدريس. وجددت النقابة على لسان ممثلها رفضها إصلاح شهادة البكالوريا الذي تعتزم وزارة بن غبريت القيام به، داعية الى وجوب إصلاح التعليم في الطور الثانوي قبل إدخال أي تعديلات على امتحان البكالوريا. السناباست: النسبة مازالت ضعيفة ولا بد من البحث في الأسباب وصف المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة للتعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، نسبة النجاح في شهادة البكالوريا بالمتوقعة إلا أنها تبقى ضعيفة حسبه، وتتطلب فتح نقاش وحوار حول اسباب بقائها مستقرة في هذه الحدود. واقترح المتحدث تنصيب لجنة وطنية لبحث أسباب استقرار نتائج البكالوريا على هذا المستوى منذ سنوات، متسائلا: لماذا لا يتم بلوغ نسب نجاح 80 أو 90 بالمائة وهو ما يؤكد حسبه أنه أصبح من الضروري البحث في اسباب استقرار النتائج في حدود الخمسينات من خلال البحث في نوعية الناجحين وليس عددهم، مضيفا أنه لا بد من حصر الأسباب للوصول الى حل المشاكل التي تقف في وجه الراسبين في هذه الامتحانات.