بين مثمن للقرار وبين من اعتبره "مهزلة" وضربا لمصداقية "الشهادة" اختلفت ردود أفعال نقابات التربية، بعد إعلان محمد واجعوط وزير التربية الوطنية، أمس، خفض معدل النجاح في شهادة البكالوريا إلى 9 من 20 لدورة 2020، حيث أثار القرار حفيظة نقابات التربية، معتبرة إيا بالمتسرع وبغير "الصائب"، فيما ثمنته جمعية أولياء التلاميذ ووصفته ب"بشارة خير". تأسف بوعلام عمورة الأمين العام للنقابة الوطنية للنقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين "الستاف" في تصريح خص به "السلام اليوم"، لقرار وزير التربية، الذي أعلن فيه أمس، أن كل مترشح في شهادة البكالوريا يتحصل على معدل 9 من 20 يعد ناجحا، واعتبره مهزلة وضربا في العمق لمصداقية الباكالوريا. وأكد رئيس "الساتاف"، أن هذا القرار غير مبرر و من شأنه أن يشجع الرداءة، وأرجع سبب ذلك إلى أن مواضيع امتحان شهادة البكالوريا كانت تدور فقط حول مواضيع الفصلين الأول والثاني، فضلا عن ذلك كانت في متناول جميع المترشحين. واستغرب عمورة، تخفيض معدل النجاح في البكالوريا إلى 9 من 20، في حين أن النقاط المحصل عليها بعد عمليات التصحيح، كانت جيدة، وتساءل قائلا "كيف سيفكر العالم فينا". في السياق ذاته، أوضح متحدث "السلام"، أنه خلال السنوات الماضية، التلاميذ الذين يتحصلون على معدلات 12 و13 من 20 في شهادة البكالوريا، لا يمكنهم اختيار التخصصات التي يريدونها، لمزاولة دراساتهم في الجامعة، فما بالك بالتلاميذ الذي يتحصلون عن معدل 09 من 20. من جهة أخرى، أكد رئيس "الساتاف"، أن 75 بالمائة من الطلاب الجامعيين، سيعيدون السنة الأولى، بينهم طلاب أعادوا السنة 3 مرات، وأضاف أن تخفيض معدل النجاح في البكالوريا الى 9 من 20، من شأنه أن يساهم في تأزم مستوى الجامعة أكثر، مؤكدا أن العواقب ستكون وخيمة. من جهته، انتقد النقابي نبيل فرغنيس تخفيض معدل البكالوريا والولوج إلى عالم الجامعة ب 09/20، معتبرا إياه بالقرار غير الصائب ولم يكن فيه تشاور مع المختصين والشركاء الاجتماعيين. وأكد أن هذا القرار ستنجر عنه نتائج وخيمة، من بينها نقص المقاعد البيداغوجية في الجامعة، حيث تساءل: -أي اختصاص لمعدل تسعة؟ وأضاف أن الجامعة الجزائرية ستشهد تدهورا غير مسبوق في الترتيب العالمي. في المقابل، بارك خالد أحمد القرار الوزاري، نظرا للظروف الاستثنائية التي تشهدها الجزائر بسبب جائحة كورونا، موضحا أن هذه الأخيرة خلقت جوا من القلق، الحيرة والخوف في صفوف التلاميذ، الأمر الذي صعب عليهم التركيز في الدروس، إلى جانب انقطاعهم عن الدراسة مدة 8 أشهر. وعن أسباب هذا القرار، أكد رئيس جمعية أوليات التلاميذ، أن هناك احتمال حصول التلاميذ على نتائج ضعيفة في امتحان الباك، الأمر الذي تطلب تخفيض معدل النجاح، وإنقاذ ما يكمن إنقاذه، مشيرا إلى احتمال آخر يتمثل في مساعدة الطلاب للانتقال إلى الجامعة وإنقاذهم من براثن الشارع. وأضاف في السياق ذاته، أن هناك احتمال ثالث يكمن في مبدأ تكافل الفرص، سيما وأن كل المستويات تم تخفيض فيها معدل النجاح إلى 09 من 20 . يذكر أن قرار وزارة التربية بتخفيض معدل النجاح في شهادة البكالوريا، حيث يعد كل تلميذ يتحصل على معدل 9 من 20 ناجحا. جاء نتيجة للوضع الوبائي الذي تشهده الجزائر على غرار دول العالم بسبب جائحة كورونا.