تطرح آجال الانتظار البعيدة في مواعيد العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان إشكالا متجددا ينعكس سلبا على الوضع الصحي العام للمرضى، حيث تناهز آجال الانتظار بين 6 إلى 9 أشهر في بعض المدن الشمالية الكبرى من الوطن. ويرى عديد المختصين أنّ تأخر المواعيد يرهن العلاج المقدم ويؤثر على نفسية المريض الذي عادة ما يكون عرضة للقلق والتوتر، كما أن الإمكانيات المادية لأغلب المرضى لا تسمح لهم بمباشرة العلاج لدى الخواص، حيث تتوفر الجزائر على 12 مركزا خاصا يقدم العلاج الإشعاعي، وعادة ما يلجأ المرضى المعدومون إلى طلب المساعدات من قبل المحسنين عبر برامج خيرية إنسانية في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي لتمكينهم من القيام بأولى الجلسات. وأوضح في هذا السياق إلياس رحّال المدير العام للمصالح الصحية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، في تصريح للشروق، أنّ مشكل العلاج الإشعاعي وتأخر المواعيد موجود في بعض المدن الكبرى دون غيرها وتسعى الوزارة إلى القضاء عليه في الآجال القريبة من خلال البرامج التي تحضرها. وأضاف رحّال أنّ وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد سبق له التأكيد على توفّر الجزائر على أكبر عدد من المسرّعات في القارة الإفريقية، حيث يناهز عددها حاليا 50 مسرعا منها 38 مسرعا عموميا و12 مسرّعا في القطاع الخاص، موزعة عبر عديد الولايات الشمالية والجنوبية، استلم بعضها منذ أشهر قليلة. وأضاف رحال إلياس أنّ مواعيد العلاج الإشعاعي في كثير من الولايات لا تتعدى 15 يوما للحصول عليها، وبإمكان أي جزائري التنقل إلى الولايات الداخلية أو الجنوبية للحصول على علاجه في الآجال القريبة، مؤكدا ضمان الوزارة للإيواء والإطعام طيلة الفترة العلاجية. وبينما ينتظر المريض في العاصمة أو البليدة أو بعض المدن الكبرى الأخرى 8 أشهر للحصول على موعده في العلاج الإشعاعي يمكنه أن يتحصل على موعد في ظرف 15 يوما بولاية أدرار أو بشار أو واد سوف، غير أنّ أغلب المواطنين والمرضى يجهلون الأمر إما بسبب سوء توجيه من قبل المصالح الطبية المعالجة التي لا تقترح في كثير من الأحيان بدائل لعجزها أو تأخرها وإما بسبب بعض ذهنيات المرضى وذويهم ممن يصرون على التداوي بالقرب من مقر سكناهم حتى وإن كلفهم الأمر الانتظار أشهر عديدة قد ينتكسون فيها. بدوره أفاد البروفيسور عدّة بونجار، رئيس مصلحة الأورام بمستشفى فرانس فانون بالبليدة ورئيس جمعية "سافرو" أنّ تأخر مواعيد العلاج الإشعاعي مقتصر على ولايتي البليدة والعاصمة فقط في الوقت الراهن، حيث تناهز آجال الانتظار بين 3 أشهر إلى 9 أشهر كاملة، متوقّعا أن تتحسن الأمور مع استلام مراكز جديدة قريبا تخفف العبء والضغط الحاصل حاليا. وأضاف بونجار أنّ الأرضية الرقمية للحصول على مواعيد العلاج الإشعاعي ستقضي على هذا التأخر الحاصل والضغط الكبير الذي تواجهه مختلف المصالح من حيث المواعيد. وسبق لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد الإعلان في شهر جويلية الفارط عن إطلاق أرضية رقمية خاصة بتحديد مواعيد العلاج بالأشعة"، وجاء ذلك على إثر اجتماع له مع مسؤولي القطاع. وقال وزير الصحة آنذاك إن مرضى السرطان يعانون من مشكل كبير يتمثل في التنقل عبر مختلف ولايات الوطن من أجل اقتناء موعد للعلاج بالأشعة وأن الرقمنة ستوفر عليهم الوقت والجهد". وتشمل التجربة النموذجية للأرضية الرقمية أربع ولايات منها باتنة، وسطيف وبشار.