كشف وزير الصحة عبد المالك بوضياف، أمس، بأن معدل آجال مواعيد العلاج الإشعاعي لا تتجاوز الشهر، على المستوى الوطني، ماعدا سرطان الثدي بالعاصمة فقط، فقد تصل هذه الآجال إلى ثمانية أشهر نتيجة الضغط الكبير من قبل مرضى مستشفى البليدة، الذي يشهد حاليا عملية تحديث الماكينات الموجودة على مستواه، بتفعيل مسرعين جديدين بداية من الأسبوع المقبل. عرض وزير الصحة عبد المالك بوضياف، أمس، تقريره التقييمي الخاص بالسرطان أمام مجلس الحكومة، وهي وثيقة تضمنت تشريحا لمخطط التكفل بمرضى السرطان، بشتى أنواعه منذ الشروع في العمل به. وأشار تقرير الوزير إلى أن عدد المسرعات الخاصة بالعلاج الكيميائي لمرضى السرطان شهد، منذ 2003، قفزة كبيرة بفضل الجهود الكبيرة التي سمحت بتعزيز هذا الجانب. فمن 7 مسرعات فقط في 2003، ارتفع العدد إلى 19 مسرعا حاليا، في انتظار أن يصل العدد الإجمالي 28 مسرعا مع نهاية السداسي الجاري، موازاة مع فتح مراكز جديدة في كل من باتنة وقسنطينة وعنابة وسطيف، ليتم القضاء نهائيا على مشكل تأخر مواعيد العلاج الكيميائي في منطقة الشرق.وتم تدعيم مركز البليدة بالنسبة لمنطقة الوسط، بمسرعين اثنين يدخلان حيز الخدمة، الأسبوع المقبل، مقابل مسرع آخر في مركز بيار وماري كوري في العاصمة، زيادة على مسرع في مستشفى ذراع بن خدة في تيزي وزو، قبل نهاية السداسي الحالي، واثنين في مستشفيي كل من تلمسان وسيدي بلعباس فيما يخص الناحية الغربية.كما سيتم تعزيز منطقة الجنوب أيضا، بمسرعين في كل من بشار والوادي، ومسرع آخر في الأغواط لتغطية منطقة الهضاب العليا. مركز البليدة يشهد ضغطا مرضى يفارقون الحياة وهم ينتظرون مواعيد العلاج حقائق مرّة محزنة وقفت عليها "الخبر" في استقصاء معاناة مرضى مصابين بأورام سرطانية مختلفة في البليدة، ينتظرون بهدوء مواعيد العلاج بالأشعة، منهم من قدم من ولايات بشرق البليدة، وآخرون من ولايات وسط الجنوب. والأدهى، أن منهم من جاء من العاصمة، رغم وفرة مركز بيار وماري كوري. وفي وسط هذه العينات التي باتت تتكرر على مركز مكافحة السرطان، حالات من مرضى سابق الموت مواعيدهم وتوفوا قبل أخذ جرعة علاج. يحكي زوج يائس ل "الخبر"، قدم من ضواحي العاصمة، أن زوجته أصيبت بسرطان الثدي، وأنه ينتظر منذ شهر نوفمبر من عام 2015 موعدا حُدد في شهر أوت من العام الماضي بمركز مستشفى مصطفى باشا. ويضيف محدثنا أن مصيبة زوجته في أنها ستنهي علاجها الكيميائي في شهر فيفري الداخل، وأن أطباء نصحوه بالتعجيل في إخضاعها سريعا للعلاج بالأشعة، إلا أنه، يقول، ما بيده حيلة. ولكنه رغم ذلك، تمكن من ضبط موعد في البليدة مؤخرا، تم تحديده في شهر ماي القادم، أي تقليص الموعد إلى 3 أشهر. وبدوره، يفصح عمار في ال42 من العمر، عن معاناته مع سرطان الرئتين. ويكشف ل "الخبر" أنه تحصل على موعد للعلاج بالأشعة، في شهر أوت القادم، بعد ضبطه في 18 من شهر نوفمبر الماضي، فما عليه إلا الانتظار، رغم أن لديه قريبا مسؤولا يعمل بالمركز نفسه للتداوي من السرطان، لكنه لم ينجح في ضبط موعد قريب. ويعترف عمار أن جارا له في ال31 عاما توفي، منذ شهر تقريبا، وهو ينتظر موعده منذ شهر أكتوبر الماضي، أي قبل أن يتمكن من إجراء علاج بالأشعة في شهر مارس المقبل، ويضيف أن الفقيد كان مصابا بسرطان المعدة. ودون أن يكشف عن هويته، صرح طبيب مختص في الأمراض السرطانية، أن المشكل في تأخر المواعيد يعود إلى الضغط والعدد الكبير للمرضى، الذين يقبلون على مركز البليدة من ولايات وسط الجنوب، وولايات أخرى بالغرب، وحتى من العاصمة، وأحيانا بسبب نقص الكفاءات الطبية وخبراتهم في التعاطي مع مثل هذه الأمراض. البليدة: ب.رحيم المواعيد تصل إلى 6 أشهر والوزارة مطالبة بإنجاز المركز مرضى بالجلفة باعوا مساكنهم وممتلكاتهم من أجل العلاج يعاني العشرات من المصابين بداء السرطان بالجلفة، جملة من المشاكل التي زادت من غبنهم ووسعت من دائرة الإحباط، التي تحوّلت إلى مسلسل يعيشونه رفقة أهاليهم وذويهم. وأكد أحد المصابين، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه عجز عن التكفل بمرضه وباع مسكنه من أجل استكمال علاجه بإحدى العيادات الخاصة، مضيفا أن وضعيته "تكررت كثيرا مع مرضى آخرين باعوا حلي نسائهم وسياراتهم وممتلكاتهم من أجل العلاج الذي يكلف الكثير من المال". من جانبه، كشف رئيس جمعية "شعاع الأمل"، لعبيدي محمد، أن عدد المصابين الحقيقيين يتجاوز بكثير عدد المنخرطين في جمعيتهم، التي سجلت 1272 مريض و«هؤلاء المرضى نتكفل بهم بنقلهم إلى البليدة بسيارة إسعاف ملك للجمعية". وعن مواعيد الفحص وكيفية حصول المرضى عليها، أكد محدث "الخبر": "إننا نقوم بها نحن بالتنسيق مع مستشفى البليدة والمصالح الاستشفائية المعنية"، مؤكدا في الوقت ذاته أن المواعيد قد تصل إلى 6 أشهر، وهذا لأسباب مختلفة". وبسبب ارتفاع عدد السكان الذي تجاوز مليون و200 ألف نسمة، أصبح يتحتم على وزارة الصحة ضرورة إنجاز مركز مكافحة السرطان الذي تمت دراسته ولا زال مطلب الغالبية في الجلفة. المصابون في الجنوب "نريد الكشف المبكر قبل العلاج" تعد ولاية غرداية أهم قطب صحي في الجنوب، ورغم هذا فإن القطاعات الصحية العمومية بالولاية لا تتوفر على خدمة الفحص المكبر بالأشعة لسرطان الثدي "ماموغرافي"، ما يدفع المرضى إلى إجراء هذا الفحص لدى الخواص، إذ يدفعون ما لا يقل عن 5000 دينار. وقال أقارب لمرضى من أدرار وتمنراست، إن مستشفيات الولايتين تعاني المشكل نفسه. ولا يتوقف الأمر بالنسبة لمجال مكافحة السرطان على جهاز الكشف بالأشعة "ماموغرافي"؛ بل يمتد إلى حالات كشف أخرى بالأشعة بالنسبة لحالات الاشتباه في الإصابة بمرض السرطان، إذ أن التحاليل تتم في أغلب الحالات في مركز ورڤلة، ويحتاج ظهور النتيجة إلى شهر، وفي أفضل الحالات 3 أسابيع، ويضطر المرضى خلالها إلى التنقل على مسافات تصل إلى 1000 كلم لإجراء التحليل. كما أن تكاليف الفحص بالأشعة والتنقل إلى المستشفيات والمراكز الكبرى لإجراء الفحص التخصصي، غير متاحة لأغلب الأسر الفقيرة. ويقول أقارب مرضى من المناطق النائية في ولايات تمنراست وأدرار، إنه من المستحيل توفير تكاليف الفحص والعلاج والتنقل إلى العاصمة أو ورڤلة أو أدرار أو غرداية، فأرخص رحلة للعلاج في هذه المناطق تكلّف 3 مليون سنتيم. من جانبه، قال ممثل جمعية الأمل برقان، السيد تومي، إن المنطقة التي تشهد نسبة مرتفعة للمصابين بالسرطان جراء التجارب النووية الفرنسية، لا تتوفر إلى اليوم على سكانير ولا جهاز "أي أر أم"، معلقا بالقول "فرنسا عاقبتنا في الماضي، والدولة تعاقبنا اليوم"، مشيرا إلى أن كل عائلة برقان تحصي من 3 إلى أربعة مصابين بالسرطان. فيما أكد مدير المركز بباتنة أن المواعيد مضبوطة وفق برنامج شهري مرضى السرطان بين المعاناة والمحسوبية اصطدم عدد من مرضى السرطان الذين يقصدون المركز الجهوي لمعالجة داء السرطان بطريق تازولت بباتنة لإجراء العلاج الإشعاعي، بتأجيلات تكاد تكون مستمرة على مدار السنة، بسبب "المحسوبية"، حسبهم، التي أصبحت تسيطر على أغلبية المواعيد المقدمة للمرضى. وعلى الرغم من أن المركز جهوي ويتكفل بالمرضى القادمين من ولايات المسيلة، وبسكرة، وورڤلة، وخنشلة، وتبسة، وأم البواقي وكذا باتنة، إلا أن "المكالمات الهاتفية الفوقية هي المحدد للموعد"، حسب المرضى، الذين صرح البعض منهم ل "الخبر" بذلك، وأعرب عدد منهم عن ملله من التنقل إلى هذا المركز بسبب عدم قدرة القائمين على شؤونه على التكفل بالمرضى الذين تتأخر مواعيد الفحص الإشعاعي لهم وتصل إلى مدة تقارب 6 أشهر. وقالت الجمعيات الناشطة في إطار مساعدة مرضى داء السرطان، إن الفحص بهذا المركز بكل أنواعه أصبح متعبا للغاية بسبب العدد الكبير للمرضى، ما جعل المسؤولين على تسيير شؤونه يغلقون أحيانا الأبواب في وجه المرضى، وهو ما حدث منذ أيام فقط، فقد ساد نوع من التذمر واليأس لدى عائلات مرضى لم يستلموا الدواء الخاص بمريضهم من مخبر المركز، في الوقت الذي نفى مدير المركز عيسى ماضوي ذلك تماما في اتصال ب "الخبر"، مؤكدا على أن هناك 150 مليار سنتيم خصصت لاقتناء الدواء سنة 2015 ولا وجود لمثل هذه التصرفات، مثلما لا وجود لأي تعطلات لمواعيد المرضى، التي قال إنها تخضع لبرنامج يومي مضبوط تعطى فيه الأفضلية للقاطنين خارج الولاية في الفترة الصباحية. أما نظراؤهم من القاطنين داخل إقليم الولاية أو في الولايات المجاورة، فالمواعيد محددة في الفترة المسائية. مركز سطيف يحدث الاستثناء تقليص مواعيد العلاج بالأشعة إلى أسبوع أحدث مركز مكافحة السرطان بولاية سطيف الاستثناء في تقليص مدة العلاج بالأشعة إلى أقل من 10 أيام، وهذا بعد أن دخلت المسرعات الخطية الكفيلة بالعلاج بالأشعة حيز الخدمة بطاقتها القصوى، مباشرة بعد زيارة سلال الأخيرة إلى ولاية سطيف. وأكدت إحدى المريضات القادمة من فرنسا، أنها تعالج بسطيف منذ مدة من سرطان الثدي، وأكدت في حديثها ل "الخبر" بأن مستوى التكفل عالي جدا، عكس ما وجدته في الجزائر العاصمة، أين تم حجز موعد لها لا يقل عن 3 أشهر. ورغم أننا تعمّدنا عدم الاتصال بمدير المركز سليم رقام حتى نتمكن من الوقوف مباشرة على الأوضاع داخل المركز، إلا أن جميع الحقائق تطابقت مع تصريحات المدير فيما بعد. وبالرجوع إلى حصة للعلاج بالأشعة التي كانت في 10 جويلية 2014، فقد تم علاج أكثر من 1700 مريض بالأشعة بمجموع 31 ألف حصة علاج، إلى غاية نوفمبر 2015، فيما بلغت نسبة الشفاء 100 في المائة ولم تسجل أي حالة وفاة.