فارق، صباح الاثنين، الشاب أيمن المكنى "مينو الكلافيست" الحياة بعد 10 أيام من مكوثه في غرفة الإنعاش بقسم الحروق بالمستشفى الجامعي بباتنة، عقب إقدامه على حرق نفسه بمادة البنزين قرب منزل زوجته الحامل بحي حملة في باتنة. وكان الشاب البالغ من العمر 22 سنة، عاش مأساة شخصية حقيقية، لما اكتشف وهو في سن الثامنة عشرة من عمره أن المرأة التي ربته والمتوفاة عام 2008 ليست والدته، بل مربيته فقط باعتباره مجهول النسب، وقد خلفت هذه الواقعة آثارها النفسية والاجتماعية عليه، حسب ما كشفه شخصيا في الفيديو المصور عبر "الفيسبوك مباشر" والذي وثّق فيه واقعة انتحاره المأساوي، إذ قال الشاب أنه قرر وضع حد لحياته نتيجة شعوره بالضياع فصار مدمن حبوب وأدوية مهلوسة جرّاء هذا الجرح النفسي الغائر والمريع، وقد تفاقمت مأساته بخاصة عندما عثر على والدته البيولوجية المقيمة ببسكرة والتي ظل محتفظا بصوره معها، كما تعرف على والده البيولوجي وهو مقاول كبير بباتنة، وفيما ظن الشاب أن مأساته ستغلق نهائيا باعتراف أبويه به ومنحه هويته الحقيقية وتصحيح الخطأ الذي دمر حياته، اتضح أن الحل كان مستحيلا بحكم أن أبويه البيولوجيين، وفقا لتصريحاته الموثقة، امتنعا عن الاعتراف به لأسباب متعلقة بوضعهما الحالي لكونهما تزوجا وأسسا أسرتين أخريين، واقترح الشاب تسوية أخرى تتعلق بتكفل والده البيولوجي ببعض أوضاعه المادية على غرار تشغيله في وظيفة أو منحه مبلغا لا يتجاوز 400 مليون للتكفل بأسرته، خاصة أن زوجته حامل ببنت في شهرها السادس تبعا للفحص الإيكوغرافي، غير أن فشل مساعيه دفعت به إلى حرق نفسه، وتدخل بعض المحسنين، وأصدقائه لمنعه من تنفيذ وعيده الذي بثه على المباشر. وكشف الوردي جبار، أحد المحسنين الذين تابعوا القصة، أنهم تمكنوا من زيارة الشاب رفقة والدته البيولوجية، كما أن والده البيولوجي زاره بالمستشفى قبل أيام ودار بينهما حديث مقتضب ختمه الشاب بجملة "أتهلالي في زوجتي وبنتي التي لم تولد بعد"، ثم ابتسم وسكت. وتعكس حادثة أيمن واقعا مأساويا لآلاف الحالات المشابهة ما يتطلب اتخاذ تدابير قانونية صارمة مع إلزامية التسريع في إجراء فحوص الحمض النووي لإثبات النسب، وهي الجزئية الواردة في القانون الجزائري، بيد أن تنفيذه يواجه صعوبات وعراقيل.