تتوالى قرارات السلطات الولائية، الرامية إلى احتواء انتشار الوباء، كما هو الحال ببجاية، أين تفاعلت الإدارة مع صور، تظهر الازدحام الشديد بسوق في عاصمة الولاية، ليصدر قرار بغلقه. كما طال قرار مماثل حديقة التسلية بسطيف، التي تشهد تشبع مصالح "الكوفيد 19" بمستشفياتها. وبتواصل انتشار الجائحة، تتواصل الهبات التضامنية، كما هو الحال بسكيكدة، أين حركت قضية نفاد الأوكسجين بمستشفى القل، أبناء الجالية، الذين جمعوا تبرعات لتوفير أجهزة التنفس وأسرة الإنعاش. وتقرر أخيرا غلق سوق "إيديمكو" الأسبوعي الكائن بلقب مدينة بجاية، وذلك بعد الاجتماع الذي ضم مسؤولي بلدية بجاية وممثلين عن التجار والمصالح الأمنية ومديرية التجارة، أين اتخذ قرار غلق السوق الأسبوعي المذكور بداية من أمس الأحد. وأثارت صور السوق التي تم تداولها الخميس الفارط ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد قرار الوالي الذي أمر بغلق جميع الأسواق بالولاية إلى إشعار لاحق. وفي سياق الإجراءات الاحترازية دائما، أصدر أمس والي سطيف، كمال عبلة، قرارا يقضي بغلق حديقة التسلية المتواجدة بوسط عاصمة الولاية، وكذا منع استهلاك المشروبات داخل المقاهي، وجاءت هذه التدابير الوقائية بعد تدهور الأوضاع الصحية في سطيف بشكل رهيب في الأيام الأخيرة، جرّاء الانتشار المتسارع للفيروس، فباتت الولاية تحل يوميا ضمن المراتب الأولى، من حيث عدد حالات الإصابة. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من مستشفيات سطيف، صارت مكتظة عن أخرها بالمصابين بالفيروس بالكورونا، على غرار المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف، وصروب الخثير بالعلمة، ومحمد بوضياف بعين ولمان، أين أصبح الحصول على سرير في مصلحة الكوفيد 19 أمرا في غاية الصعوبة، ما جعل السلطات تلجأ إلى تخصيص مركز التكوين المهني بحي تبينت، لاستقبال المصابين. من جهته أصدر والي ولاية جيجل، قرارا جديدا يقضي بتطبيق عقوبات قانونية، ضد أي شخص مصاب بفيروس كوفيد 19، يقوم بخرق الحجر المنزلي خلال فترة الأسبوعين الملزم خلالهما بالحجر الذاتي، وجاء في القرار أن المصالح الصحية والأمنية ستسهر على مراقبة مدى التزام المصابين، الذين تم توجيههم للعلاج المنزلي بالحجر الذاتي ويمنع المصابين من الاحتكاك بالأشخاص لفترة 14 يوما. وإن كانت التدابير التي تتخذها السلطات، محل ترحيب، كونها ستعمل على احتواء الوباء فإن لها بالمقابل آثارا جانبية، ومن ذلك ما سجله المكتب الولائي للإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في غليزان، الذي نبّه إلى أن تعليق نشاط النقل نهاية الأسبوع، يصعب على غالبية الأساتذة الالتحاق بأماكن عملهم يوم السبت. وتساءل "أونباف" عن الإجراءات التي اتخذتها مديرية التربية لمواجهة هذه الوضعية الاستثنائية الطارئة. وعلى الصعيد التضامني، حركّت قضية نفاد الأوكسجين بمستشفى عبد القادر نطور بمدينة القل في سكيكدة، الأسبوع الماضي، أبناء الجالية الجزائرية المتواجدين في الخارج، الذين قدموا تبرعات وهبات مالية لجمعية أصدقاء المريض بمدينة القل، والتي أثنى رئيسها السيد كمال رميتة على المبادرة الخيرية، وأكد أن تلك المبالغ المالية، سيتم تخصيصها لشراء أجهزة التنفس وقارورات الأوكسجين وأسرة الإنعاش، مضيفا أن العملية لازالت متواصلة لتدعيم المستشفى بما يلزم من معدات لمكافحة جائحة كورونا. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر "الشروق"، أن حادثة نفاد الأوكسجين بمستشفى نطور كانت بسبب الإهمال وكان بالإمكان تفاديها لو أقدمت إدارة المستشفى على إصلاح المؤشر الموجود بالخزان، الذي يحدد الكمية المتبقية من الأوكسجين.