دقت مؤسسة الجزائرية للمياه بولاية سطيف، ناقوس الخطر جراء التراجع غير المسبوق في منسوب مياه سدي الموان وعين زادة، واللذان يعدان المصدرين الأساسيين لتموين معظم مناطق الولاية بمياه الشرب، بما في ذلك المدن الكبرى على غرار عاصمة الولاية والعلمة وعين ولمان وعين أرنات وبوقاعة، فضلا عن أزيد من 20 بلدية أخرى يعيش سكانها على وقع أزمة عطش خانقة. وقال رئيس خلية الإعلام والاتصال بمديرية مؤسسة الجزائرية للمياه بولاية سطيف ل"الشروق"، بأن تراجع منسوب سد الموان الذي شرع في استغلاله بصفة تدريجية، سجل أدنى كمية مخزنة هذه الأيام. وبلغت عتبة المليوني متر مكعب فقط، من أصل حوالي 30 مليون متر مكعب طاقة استيعابه النظرية، أي ما يكفي لتموين عاصمة الولاية لفترة لا تزيد عن 20 يوما. الأمر الذي يجعل كل الاحتمالات واردة، من ذلك أن المدينة التي تأوي نحو نصف مليون ساكن، قد تغرق في أزمة عطش غير مسبوقة، خاصة وأن الحلول المقترحة من لدن هذه المؤسسة، والتي تعتمد على مياه الآبار والأنقاب المنجزة في وقت سابق لمواجهة أزمة التموين، أضحت غير مجدية لتدني منسوبها إلى أدنى مستوياته في الآونة الأخيرة، بفعل ظاهرة الجفاف التي طال أمدها، مما يزيد تخوف القائمين على قطاع الموارد المائية لاسيما في حالة مواصلة شح السماء. وأضاف مسؤول الإعلام بمديرية الجزائرية للمياه بسطيف، من ناحية أخرى، بأن تراجع منسوب المياه بالمنطقة، لا يقتصر على سد الموان، والذي شرع باستغلاله بصفة تدريجية. بل طال سد عين زادة، الذي تدنى منسوبه هو الآخر إلى أدنى مستوياته. حيث لا يختزن حاليا سوى حوالي 10 ملايين متر مكعب، من أصل 125 مليون متر مكعب تمثل طاقة استيعابه الحقيقية. الأمر الذي قد يحرم جل البلديات الواقعة شمال الولاية من هذا المورد الحيوي، مثل بوقاعة وبني وسين وقينزات وماوكلان وتالة إيفاسن، والتي بات العطش يهددها في كل لحظة، مما أثار توجس المواطنين، لاسيما وأن هذه المنطقة تعاني على غرار المنطقة الجنوبية، ضعف منسوب المياه الجوفية. وهي الظاهرة التي تتميز بها ولاية سطيف، المعروفة بقلة التساقطات المطرية بها. وفي ظلّ هذه الوضعية الصعبة، لم يبق أمام مسؤولي قطاع الموارد المائية على مستوى ثاني ولاية من حيث تعداد السكان بعد العاصمة، سوى الرهان على بعث بعض المشاريع الخاصة بتحويل المياه من منطقة لأخرى، مع استغلال كل الموارد المائية. لاسيما القادمة من الشلالات والمنابع ذات التدفق المعتبر، مثل الماء الأبيض ببابور والواد البارد. في انتظار دخول مشروع التحوبلات الكبرى حيز الخدمة، والذي يعد بمثابة حل لفك الخناق على مناطق الولاية، التي تعيش ومنذ فترة طويلة نسبيا على وقع هاجس أزمة عطش حادة.