الرقم الصامد ب 36 هدفا الذي سجله لاعب مولودية وهران وأوكسير الفرنسي السابق، عبد الحفظ تاسفوات مع الخضر قبل اعتزاله اللعب دوليا في سنة 2002 عن عمر بلغ 33 سنة، بدا غير قابل للتحطيم إلى غاية تولي جمال بلماضي مهمة تدريب النخبة الجزائرية وصار يشير صراحة إلى أنه يريد أن يحطم الكثير من الأرقام القياسية بما فيها الفردية التي صمدت كثيرا ومنها لقب هداف الخضر التاريخي الذي بقي بحوزة حفيظ تاسفاوت. ويعتبر رقم 36 هدفا في مسيرة ابن الباهية قليلا مقارنة مع نجوم الكرة لدى دول شمال القارة، فقد انضم عبدالحفيظ تاسفاوت للخضر في بداية التسعينيات، وكان يلعب باستمرار، خاصة عندما قاد المنتخب الجزائري الثنائي مزيان إيغيل وعبد الرحمان مهداوي، حيث لعب إلى جانبه عديد اللاعبين وسجل عبدالحفيظ تاسفاوت أهدافا كثيرة فكان ضمن هدافي مباراة مصر ضمن تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان، في القاهرة التي انتهت بخماسية مقابل هدفين حيث سجل رفقة مصابيح هدفي الفريق الوطني في مباراة شارك فيها جمال بلماضي رفقة علي بن عربية وموسى صايب كأساسيين وكان المدرب القائد هو عبد الغاني جداوي، كما سجل في نيجيريا هدفا جميلا بعد مراوغته الحارس ضمن تصفيات مونديال أمريكا 1994، ولكن تاسفاوت لم ينعم أبدا بتأهل إلى كأس العالم، أو تألق في أمم إفريقيا، في فترة عانت فيها الجزائر كثيرا من الناحية الأمنية. ولم يهدّد أي لاعب على مدار قرابة عشرين سنة رقم تاسفاوت، إلى أن ظهر إسلام سليماني الذي بلغ حاليا 30 هدفا، وهو الأقرب لتحطيم هذا الرقم، أو معادلته على الأقل بالرغم من أن إسلام سليماني تجاوز سن الثانية والثلاثين وإذا لم يظفر بعقد لعب في الميركاتو الشتوي القادم فسيتبخر حلمه في بلوغ أرقام تاسفاوت اللاعب الذي كان ضمن طاقم خاليلوزيتش في مونديال البرازيل وكان هو نفسه داعما لإسلام سليماني، الذي ذكره بخير جمال بلماضي وأعرب عن مساعدته حالما يجد معالمه مع أي فريق. وتختلف طريقة لعب عبد الحفيظ تاسفاوت عن إسلام سليماني، فالأول هو صانع لعب وقلب هجوم ثان، بينما إسلام هو رأس حربة صريح، ويحتل المراكز الثالث والرابع والخامس، ثلاثة نجوم كبار في زمن الثمانينيات، وهم رابح ماجر صاحب 28 هدفا ولخضر بلومي صاحب 27 هدفا ويليهما جمال مناد ب25 هدفا وجميعهم لعبوا قرابة عشر سنوات في صفوف المنتخب الوطني وشاركوا في مونديالين وفي عديد الكؤوس الإفريقية، فقد سجل ماجر في كأس العالم بإسبانيا وسجل بلومي أيضا ولكن مناد كان هدافا عندما توج الخضر لأول مرة بلقب بطولة أمم إفريقيا في الجزائر، قبل أن يعتزلوا جميعا وبقي رابح ماجر لفترة هو الهداف الأول في تاريخ الخضر قبل ظهور اللاعب عبد الحفيظ تاسفاوت اللاعب الكبير الذي خانته الفترة الصعبة التي تواجدت فيها الجزائر في زمن تألقه، ومن بين الهدافين فإن أجمل الأهداف المسجلة هي من صناعة رابح ماجر خاصة هدفه في مرمى نيجيريا الثاني عندما تأهل الخضر لمونديال إسبانيا في ملعب قسنطينة. ويتواجد بعدهم هلال سوداني في مركز مريح ب23 هدفا، قابلة للزيادة بعد عودة هلال للمنافسة مع فريقه أولبياكوس، ما قد يمنحه فرصة العودة للخضر، وكان آخر هدف سجله أمام زامبيا ضمن الخماسية التي فاز بها رفقاء رياض محرز. وسجل تاج بن ساولة ابن الباهية 19 هدفا من الثلاثية الخماسية في مرمى المغرب في الدار البيضاء ضمن الخماسية التي مكنت الخضر من التأهل إلى أولمبياد موسكو، وفي رصيد بن ساولة هدف في كأس العالم أمام شيلي سنة 1982، ويليه رفيق صايفي صاحب 18 هدفا تبقى أغلاها ضمن تصفيات مونديال 2010 أمام السينغال وزامبيا ذهابا وإيابا، متبوع برياض محرز صاحب 17 هدفا في ست سنوات لعب فيها للمنتخب الوطني، ويبقى بغداد بونجاح ب 16 هدفا من بين اللاعبين القادرين من الاقتراب من رقم تاسفاوت. لا تمتلك الجزائر مهاجما حرّيف في التهديف وحتى في الدوريات الأوروبية فإن ما يسجله أندي ديلور مثلا لا يجعله ينافس على لقب الهداف في فرنسا وهو ما جعل رقم تاسفاوت يصمد كل هذه السنوات. ب.ع