قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، "إن نهاية نظام بشار الأسد ستأتي عاجلا أم آجلا وسوف تتاح الفرصة للشعب السوري لتقرير مصيره بنفسه وسنقوم جنبا إلى جنب مع تركيا والمجتمع الدولي بمواصلة السعي من أجل المستقبل". وأضاف أوباما في حديث لصحيفة "ميلليت" التركية نشرته، الأحد، "أن ما تشهده سوريا يعد مأساة، وأن نظام الأسد دمر أحياء عديدة، وقتل النساء والأطفال وشرد الشعب الذي كان يطالب فقط بمنح حقوقه"، مشددا على أن نظام الأسد فقد شرعيته ولهذا السبب هو بحاجة لترك منصبه. وتقييما للعلاقات التركية الأمريكية والتطورات الجارية في المنطقة، أجاب الرئيس الأمريكي "لا يمكن لأمريكا أن تغض الطرف عما يعانيه الشعب السوري وبالتأكيد لا نتجاهلها، وأنني أكدت خلال أغسطس 2011 على ضرورة ترك الأسد لمنصبه وتحديد الشعب السوري مستقبله، واتفق معي رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان على نفس النقطة، وأننا منذ ذلك الوقت وبشكل وثيق نعمل مع تركيا وحلفائنا الآخرين وستقود الجهود الدولية سوريا إلى مرحلة انتقالية مبنية على الديمقراطية والسلام بعد نهاية نظام الأسد". وأعرب أوباما عن شكره وتقديره لموقف الحكومة التركية والجهود المبذولة للبدء في عملية التحول السياسي لإنهاء أعمال العنف في سوريا إضافة إلى استضافة 170 ألف لاجئ سوري، مؤكدا أن الأيام القادمة ستكون صعبة وأن الأسد ونظامه يواصل ضعفه وفقدان أراضيه مقابل زيادة قوة المعارضة السورية. وفيما يتعلق بإيران قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "قدمت لإدارة طهران بولايتي الأولى خيارا للتوصل لحل مشكلة البرنامج النووي لمحاولة تعزيز علاقاتها مع أمريكا ودمجها مع المجتمع الدولي، ولكن إدارة طهران اختارت دائما قوة التحدي ودفع شعبها للمصاعب من خلال فرض العقوبات الاقتصادية عليها من قبل المجتمع الدولي". وأكد الرئيس الأمريكي أن "إيران بسلاح نووي تعتبر مصدر قلق وتهديدا جديا، ولا يمكن أن يوافق عليها المجتمع الدولي ومنها الدولة المجاورة لها تركيا، ولهذا السبب أعلنت مرارا بأنه لا يمكن السماح لها امتلاك السلاح النووي". وقال أوباما "نحن نرغب في التوصل لحل المشكلة بالطرق الدبلوماسية مع شركائنا، وذلك في إطار مفاوضات 5 + 1 وأن القادة الإيرانيين يعلمون جيدا بما نطلبه وبما يجب القيام به، وهو الوفاء والالتزام بتنفيذ مسئوليات البرنامج النووي وضرورة إقناع المجتمع الدولي بأن البرنامج النووي لأغراض سلمية فقط". وشدد على أنه بحال تنفيذ ذلك ستعود إيران مجددا لصفوف المجتمع الدولي ورفع الضغوط السياسية والاقتصادية عنها وتبادل المزيد من التجارة، ولكن عكس ذلك ستزداد ممارسات الضغوط السياسية والاقتصادية عليها من قبل المجتمع الدولي وستدفع شعبها للمزيد من الصعوبات. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن المنظمة اليسارية أعلنت مسئوليتها عن العملية الانتحارية في مقر السفارة الأمريكية في أنقرة التي كانت تهدف لإضرار العلاقات التركية الأمريكية، ولكنهم فشلوا بتحقيق ذلك. وأضاف أوباما "إن تركيا تعد حليفا وشريكا استراتيجيا لأمريكا، ووقفنا جنبا لجنب أكثر من 60 عاما بحلف الناتو لتأمين الأمن والرخاء لبلداننا" معربا عن ارتياحه لتطوير الشراكة وزيادة التجارة ودعم الأعمال الحرة وتعزيز العلاقات بين الشعبين على مدى الأعوام الأربعة الماضية. وشدد الرئيس الأمريكي على أن نشر صواريخ باتريوت في الأراضي التركية فتح نقاشات جدية، حيث يرى البعض أنها لحماية قاعدتي "إنجرليك وكوره جيك" والآخر يرى أنها لحماية إسرائيل. وقال أوباما "أود أن أكون واضحا بهذا الموضوع، ببداية الأمر قدمت تركيا طلب نشر الصواريخ على آراضيها لحلف الناتو لحمايتها من الصواريخ الباليستية، وبعبارة أخرى لحماية أراضيها وشعبها من هجمات صاروخية" مضيفا "إن المصادقة على طلب تركيا لنشر صواريخ في أراضيها هو دليل على التزامنا لحماية أمنها ونفتخر لانضمام كل من هولندا وألمانيا لهذا المشروع".