جدّدت نقابات قطاع الصحة مطلبها، المتعلق بإخراج مهنيي الصحة العموميون من الوظيف العمومي، وإدراجهم في إطار خاص في ظل ما يعانيه "الجيش الأبيض" من مشاكل واختلالات، كشفتها بالخصوص جائحة كورونا. دعت النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلى استحداث "وظيف عمومي استشفائي" لمسايرة خصوصية المنظومة الصحية، وإسقاطاتها المختلفة على المسار المهني لمختلف الأسلاك وتسيير المرفق الصحي العمومي، وما يترتب عنه من تحسين الخدمة الصحية للمواطن. ومن أهم الاختلالات التي يطالب الأطباء معالجتها، مسألة تحديد أجورهم، حيث يؤكد أطباء ل"الشروق" أن أجرهم لا يتعدى 5 ملاين سنتيم بالمستشفيات، في غياب دعم الراتب بمنح المردودية حسب العمل، والتي تشجع الأطباء على العمل، والاهتمام أفضل بالمرضى، ولا يعقل، حسبهم، أن يجري جراح 60 عملية جراحية في الشهر، مقابل 7 ملايين سنتيم شهريا، في وقت تجرى مثل هذه العمليات بالخارج، بمبلغ لا يقل أحيانا عن مليار سنتيم. في ظل وجود 270 طبيب كوبي، يكبّدون الدولة مبلغ 64 مليون أورو سنويا. ودعا رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، الوزارة الأولى ومن خلفها وزير الصحة، لتحسين وضعية مُستخدمي قطاع الصحة العموميّين، ولن يكون ذلك إلا باستحداث "وظيف عمومي استشفائي"، يساير خصوصية المنظومة الصحية وإسقاطاتها المختلفة، على غرار ماهو معمول به في كثير من الدول، خاصة أن الوظيف العمومي، حسبه، لم يعد قادرا على تلبية المتغيرات المتعلقة بقطاع الصحة. وقال المتحدث في تصريح ل"الشروق"، إن نقابتهم طالبت بوظيف عمومي استشفائي صحي، يهتم بمهنيي الصحة العموميين، ومبررهم "أن قطاع الصحة لديه خصوصيات، متعلقة مثلا بمؤهلات التكوين، الحجم الساعي وظروف العمل..". وقال المتحدث إن ممارسي الصحة العمومية مجندون ل24 ساعة كاملة، عبر كثير من الهياكل الصحية، ويختلف توقيت عملهم عن الوظيف العمومي، كما تطالب النقابة بإدراج مرض"الكوفيد 19″ ضمن الأمراض المهنية لعمال الصحة، وجعل حالة الإرهاق النفسي والجسدي، ضمن الأمراض المهنية الخاصة بالسلك الطبي، مشيرا إلى أن طلبهم رفع إلى الوزارة الأولى ووزير الصحة، منذ مارس المنصرم، ولم يتلقوا ردّا إلى اليوم "رغم تفاعلهم الإيجابي مع الجيش الأبيض، وما قدمه من تضحيات خلال جائحة كورونا".