تواصلت ردود الأفعال الحزبية المستنكرة للصفقة المبرمة بين المخزن والكيان الصهيوني برعاية أمريكية، صفقة باعت من خلالها المملكة المغربية فلسطين مقابل اعتراف وهمي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يستعد للرحيل من البيت الأبيض بسيادة مزعومة للمغرب على الأراضي الصحراوية. المواقف الحزبية المتناغمة مع الموقف الرسمي، تؤكد الخطر الذي يهدد استقرار البلاد، وهو الخطر الذي سبق للسلطات وأن حذرت منه، إذ استنكرت جبهة المستقبل ما وصفته ب"انخراط النظام المغربي في مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي"، معتبرة إياه محاولة لجلب انتصار دبلوماسي لكيان صهيوني محتل. واعتبر الحزب في بيان له، أن صفقة قبول النظام المغربي التطبيع مقابل اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال رئيسها المنتهية عهدته دونالد ترامب بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية ب"الاعتداء السافر" على حرية ونضال الشعب الصحراوي. وطالب الحزب الإدارة الجديدة برئاسة جون بايدن، بإلغاء قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، والانخراط في المساعي الدولية لإحلال السلم وتطبيق قرارات الشرعية الأممية واحترام إرادة الشعوب، مجددين دعمهم الثابت لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بالمقابل ثمنت الجبهة الالتزام الدائم للدبلوماسية الجزائرية على احترام قرارات الشرعية الأممية والسهر على تطبيقها. كما ندد التجمع الوطني الديمقراطي ب"الخيانة المتعددة الأبعاد لنظام المخزن في حق قضايا الكرامة والتحرر في العالم العربي والإسلامي من خلال الترسيم العلني للتطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل الحصول على الدعم غير القانوني و غير الأخلاقي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنتهية ولايته، حول الصحراء الغربية". وجاء في بيان للحزب "لا يمكن لهذه الصفقة غير الشرعية أن تغير من الوضعية القانونية والتاريخية للصحراء الغربية، التي هي ملك لسكان الصحراء الغربية دون غيرهم، فهي أرض لم تكن ولن تكون مغربية أبدا، فالشعب الصحراوي عازم على المقاومة المشروعة من أجل تقرير مصيره وإنهاء الاستعمار الاستيطاني المغربي على أرضه، كما تقره كل القرارات واللوائح الأممية ذات الصلة". واضاف البيان "لقيت هذه الصفقة شجبا ورفضا دوليين كبيرين من برلمانيين أمريكيين ومن دول محبة للعدل وحقوق الإنسان، من منظمات دولية وإقليمية ومن جمعيات المجتمع المدني الدولي الداعمة للحقوق المشروعة لشعب الصحراء الغربية في الانعتاق والتحرر"، كما شدد البيان على أن "هذه الصفقة أكدت على عمق العمالة الاستراتيجية لنظام المخزن المغربي للمشاريع الصهيونية والغربية في منطقتنا ودرجة نفاقه وخيانته للقضية الفلسطينية، قضية كل العرب والمسلمين"، مضيفا ان "النظام المغربي خان شعبه وداس على هويته الدينية والحضارية وهذا ما يظهر الطابع اللاديمقراطي والاستبدادي لنظام المخزن وعدم اكتراثه بمواطنيه وقناعتهم المشتركة الإسلامية والعربية والامازيغية". من جهتها دعت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، الجزائر إلى الخروج من الجامعة العربية ومنطقة التبادل التجاري العربية واتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوروبي، معتبرة أنها باتت تخضع للهيمنة الصهيونية. وفي كلمة ألقتها في بداية اجتماع المكتب السياسي للحزب، السبت، بالعاصمة، انتقدت حنون الخطوة التطبيعية المغربية، معتبرة أنها عبارة عن "عملية مقايضة"، مضيفة أن الرئيس الأمريكي قرر إشعال المنطقة قبل رحيله.
