منذ اليوم الأول لإعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بخصوص الصحراء الغربية المحتلة، توالت المواقف الرافضة لهذا القرار الأحادي من كبار السياسيين الأمريكيين، مما يفتح النقاش في واشنطن عن إمكانية التراجع عنه من قبل الرئيس المنتخب جو بايدن. وأعلن ترامب، يوم 10 ديسمبر الجاري، عن التوصل إلى "اتفاق تاريخي" لاستئناف العلاقات بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، مع "اعتراف" واشنطن "بسيادة" الرباط المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة. وتبع ذلك، إعلان ملك المغرب استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي. وانبرت شخصيات دبلوماسية وسياسية أمريكية كبيرة لنقد هذا القرار والتحذير من تبعاته الخطيرة على الولاياتالمتحدة، كونه شكل خرقاً لموقف واشنطن الممتد منذ عقود تجاه القضية الصحراوية. وجاءت هذه المواقف الرافضة كالتالي: جون بولتون: أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، أن قرار الرئيس المغادر ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية يعتبر تقويض "خطير" لعقود من السياسية الأمريكية تجاه القضية الصحراوية، كما دعا الرئيس المنتخب جو بايدن لتصحيح سريع لهذا الموقف. وأوضح بولتون، إن ترامب "كان مخطئاً في التخلي عن ثلاثين عاماً من السياسة الأمريكية بشأن الصحراء الغربية"، مشيراً أنه "كان من الممكن التوصل إلى اتفاق إسرائيلي-مغربي دون التخلي عن التزام الولاياتالمتحدة بالاستفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية". Trump was wrong to abandon thirty years of US policy on Western Sahara just to score a fast foreign policy victory. An Israel-Morocco deal was possible without abandoning US commitment to Sahrawi referendum on WS future, as Sen. Jim Inhofe rightly said. https://t.co/AeVaML1HeQ — John Bolton (@AmbJohnBolton) December 11, 2020 جيمس بيكر: بدوره، أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق والمبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية خلال الفترة ما بين 1997 – 2004 جيمس بيكر، أن "الخطوة المتهورة" التي قام بها ترامب في الصحراء الغربية، من شأنها أن تسهم في حالة الجمود التي تشهدها مسألة تسوية النزاع الذي طال أمده. وشدد وزير الخارجية الأمريكي السابق، على أن إعلان ترامب يشكل "تراجعاً مذهلاً عن مبادئ القانون الدولي والدبلوماسية التي تبنتها الولاياتالمتحدة واحترمتها لسنوات عديدة"، كما يمثل "تغييراً كبيراً ومؤسفاً في سياسة الولاياتالمتحدة طويلة الأمد في ظل كل من الإدارات الديمقراطية والجمهورية". وأوضح بيكر، أن "تلك السياسة تبنت دائماً موقفاً محايداً إلى حد ما، في دعم جهود الأممالمتحدة لتحديد مستقبل ذلك الإقليم وشعبه، بطريقة تدعم مبدأ تقرير المصير، وهو المبدأ الأساسي الذي تأسست عليه الولاياتالمتحدة والذي يجب أن تظل وفية له". كريستوفر روس: من جهته، قال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم ومبعوث الأممالمتحدة السابق إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، إن سيادة الصحراء الغربية لا تعود إلى ترامب ولا إلى المغرب. ووصف روس، اعتراف ترامب المزعوم بسيادة المملكة المغربية على الأراضي الصحراوية بالقرار الخطير الذي سينعكس سلباً على استقرار المنطقة وعلى مصالح الولاياتالمتحدة في شمال إفريقيا. وأوضح روس، أن قرار ترامب لن يغير في المقاربة الأممية لملف القضية الصحراوية شيئاً ولن يلغي الحاجة العاجلة لتطبيق قرارات مجلس الأمن، بل سيعرقل التوصل إلى حل ويهدد الأمن والسلم على عدة محاور بالمنطقة التي تشهد حالياً أجواء من التوتر المتزايد. بيتي ماكولوم: من جانبها، أدانت النائب بمجلس النواب الأمريكي، بيتي ماكولوم، قرار ترامب حول الصحراء الغربية، مؤكدة أن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره "معترف به دولياً" و"يجب تنفيذه". وقالت ماكولوم، إن قرار ترامب "الأحادي الجانب مرفوض وتصرف يُوسع وبشكل خطير دائرة شرعنة الضم غير القانوني للأراضي الصحراوية". باتريك ليهي: أكد السيناتور الأمريكي باتريك ليهي، أن ترامب – الذي خسر الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية: "لا يمكنه أن ينفي القانون الدولي الذي كرس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". جيمس إنهوف: من جهته، أكد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جيمس إنهوف، بأن موقف ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، "لن يغير من المركز القانوني للصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".