تتواصل ردود الفعل الدولية المستنكرة لإعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، اعترافه بالسيادة المزعومة للاحتلال المغربي على الصحراء الغربية. واعتبرت عدة جهات دولية قرار ترامب انتهاكاً صارخاً لحق الشعب الصحراوي وللقانون الدولي وللوائح التي صوتت عليها واشنطن بمجلس الأمن الدولي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية (واج)، السبت. وترى روسيا في إعلان ترامب "انتهاكاً للقانون الدولي"، قائلة "هناك قرارات ذات صلة، هناك بعثة أممية لإجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية، كل ما فعله الأمريكيون الآن هو قرار من جانب واحد يتجاوز القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي التي صوت الأمريكيون أنفسهم لصالحها". وتعقيباً على هذا التطور، قال ستيفان دوغاريك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن موقف الأممالمتحدة بشأن القضية "لم يتغير، ولا يمكن إيجاد حل للقضية إلا على أساس قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة". وقال جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، والمبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، تعليقاً على قرار ترامب: "أؤيد بشدة اتفاقيات السلام، لكن الطريقة الصحيحة لتنفيذها، ليس من خلال مقايضة حقوق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية بسخرية". وأضاف بيكر: "يبدو أن الولاياتالمتحدة التي تأسست أولاً وقبل كل شيء على مبدأ تقرير المصير قد تخلت عن هذا المبدأ فيما يتعلق بشعب الصحراء الغربية. هذا مؤسف جداً". بدوره، أكد مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، إن ترامب "كان مخطئاً في التخلي عن ثلاثين عاماً من السياسة الأمريكية بشأن الصحراء الغربية"، مشيراً أنه "كان من الممكن التوصل إلى اتفاق إسرائيلي-مغربي دون التخلي عن التزام الولاياتالمتحدة بالاستفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية". وأدانت النائب بمجلس النواب الأمريكي، بيتي ماكولوم، قرار ترامب حول الصحراء الغربية، مؤكدة أن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره "معترف به دولياً" و"يجب تنفيذه"، وقالت إن قرار ترامب "الأحادي الجانب مرفوض وتصرف يُوسع وبشكل خطير دائرة شرعنة الضم غير القانوني للأراضي الصحراوية". وأكد السيناتور الأمريكي باتريك ليهي، أن ترامب – الذي خسر الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية: "لا يمكنه أن ينفي القانون الدولي الذي كرس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". من جهته، أكد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جيمس إنهوف، بأن موقف ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، "لن يغير من المركز القانوني للصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وأكدت السويد على لسان وزيرة خارجيتها أم ليندا، أن موقفها فيما يخص قضية الصحراء الغربية، يظل "ثابتاً ويدعم بشكل قوي الحل العادل والدائم، على أساس أن يضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراوي، تماشياً مع القانون والشرعية الدولية، مجددة التأكيد على مواصلتها لدعم العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة، لإنهاء النزاع على الصحراء الغربية على أساس قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وجددت المملكة المتحدة تأييدها لجهود التوصل إلى حلول سياسية تفاوضية تتيح حق الصحراء الغربية في تقرير المصير، مؤكدة أن موقفها فيما يخص القضية الصحراوية سيظل "كما هو ثابتاً".