أثار إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته, دونالد ترامب, القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية مقابل تطبيع العلاقات بين النظام المغربي و الكيان الصهيوني, رفض عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين البارزين لهذا القرار, محذرين من الاثار التي يمكن ان يسببها. و على خلفية تسلسل هذه الاحداث, أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق, جون بولتون, أن قرار ترامب يعتبر تقويض "خطير" لعقود من السياسية الامريكية اتجاه القضية الصحراوية, داعيا الرئيس المنتخب جو باين لتصحيح سريع لهذا الموقف. وأكد أن جو بايدن الذي ستكون له ملفات كثيرة يدرسها عند تسلمه منصبه خلال الاسابيع المقبلة, يمكن أن يعرض موقف ترامب للمراجعة, ويصر في الوقت نفسه على أن الاستفتاء لا يزال "شرطا أساسيا" قبل أن تنظر الولاياتالمتحدة في قضية الصحراء الغربية. و تعقيبا على هذا التطور, وصف جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي الأسبق, تطبيع النظام المغربي مع الكيان الصهيوني ب"التسوية الساخرة" التي "ضحت" بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, موضحا ان اتفاق التطبيع يجب ان يكون "بطريقة مناسبة" و ليس بالتضحية بطريقة ساخرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. و في هذا السياق, قال جيمس بيكر, المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للامم المتحدة إلى الصحراء الغربية, تعليقا على قرار ترامب, "أؤيد بشدة اتفاقيات السلام, لكن الطريقة الصحيحة لتنفيذها, ليس من خلال مقايضة حقوق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية بسخرية", مضيفا "يبدو أن الولاياتالمتحدة التي تأسست أولا وقبل كل شيء على مبدأ تقرير المصير قد تخلت عن هذا المبدأ فيما يتعلق بشعب الصحراء الغربية. هذا مؤسف جدا". اقرأ أيضا : الصحراء الغربية: بولتون يعول على موقف بايدن لإصلاح ما أفسده ترامب الشعب الصحراوي له الحق في تقرير مستقبله من جهته, أكد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي, السيناتور جيمس إنهوف, بأن موقف الرئيس ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية, "لن يغير من المركز القانوني للصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. و اكد على ان إعلان ترامب "مثير للصدمة" و أن هذا الموقف "لن يغير من المركز القانوني للصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, معربا عن "حزنه إزاء إنكار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته لحقوق شعب الصحراء الغربية". وذكر إينهوف ب"اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966 بالحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير من خلال إجراء استفتاء حر ونزيه", مؤكدا أن هذه القضية "تستحق استفتاء لتقرير المصير لتحديد مستقبلها, وهو ما ساندته أمريكا ذاتها منذ عقود", قبل التحول الذي جرى الخميس الماضي في موقف البيت الأبيض. وحث جيمس إينهوف "كل الهيئات الدولية والإقليمية على الوقوف بقوة لدعم حق الصحراء الغربية في تقرير المصير", معربا عن "ثقته في قدرة الولاياتالمتحدة على استعادة العملية السياسة التي عقدتها منذ 1966", مذكرا في ذات الوقت على ان الاتحاد الافريقي وهيئة الاممالمتحدة و المحكمة الدولية و الاتحاد الاوروبي قد اعربوا عن قناعتهم بخصوص حق الشعب الصحراوي في تقرير مستقبله, و انها حثت مرارا و بحزم على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيرها. كما اكد إنهوف على انه لم يتم اسداء نصائح مناسبة لترامب من طرف فريقه, موضحا ان اتفاق التطبيع الاسرائيلي-المغربي كان من الامكان ابرامه دون المساس او رهن حقوق شعب "ليس له صوت", مؤكدا دعمه للشعب الصحراوي و مواصلته في العمل من اجل هذه القضية. توترات و عدم استقرار في شمال افريقيا بدوره, وصف المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء الغربية, كريستوفر روس, قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته, دونالد ترامب بخصوص الصحراء الغربية, ب"الأحمق وغير المدروس", مشيرا إلى أنه يتعارض مع التزامات الولاياتالمتحدة المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة. وقال الدبلوماسي الأمريكي إن "هذا القرار الأحمق وغير المدروس, يتعارض مع التزام الولاياتالمتحدة بمبادئ عدم الاستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير المصير, وكلاهما منصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة". وأضاف في هذا الصدد قائلا: أن "الحجة التي قدمها البعض في واشنطن على مدى عقود من الزمان بأن وجود دولة مستقلة في الصحراء الغربية ستكون دولة مصغرة أخرى فاشلة, تعتبر حجة خاطئة", مؤكدا أن الصحراء الغربية "أفضل بكثير من العديد من الدول الصغيرة التي دعمت الولاياتالمتحدة تأسيسها". و أبرز ذات المتحدث أن قرار ترامب "سيحول دون التوصل إلى اتفاق وسيساهم في خلق توتر خطير ومتزايد من شأنه تهديد السلم والأمن في المنطقة", داعيا إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الذي سيستلم مهامه في 20 يناير 2021, إلى "إلغاء" قرار سلفه "فور توليه الحكم". من جهتها, ادانت المنتخبة الديمقراطية, بيتي كولوم, قرار ترامب, و قالت انه "اضفى شرعية خطيرة على الضم غير الشرعي للأراضي الصحراوية". من جهته, حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية و مجلس النواب الامريكي, الديمقراطي ايليوت انجيل, من نتائج قرار ترامب, مضيفا "اخشى ان يؤدي هذا الاعلان الى الاخلال بعملية مصداقية الاممالمتحدة في مسارها, المدعومة دوليا لحل النزاع الاقليمي للصحراء الغربية, و التي ساندتها الادارات الديمقراطية و الجمهورية المتعاقبة". اما رئيسة المنظمات غير الحكومية, مؤسسة منتدى الدفاع و المؤسسة الأمريكية من أجل الصحراء الغربية, سوزان سكولت, فقد وجهت رسالة الى البيت الابيض دعت فيها ترامب التراجع عن قراره معتبرة قرار الادارة الامريكية الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الاراضي الصحراوية بالأمر"المزعج جدا", مشددة على انه الى غاية الان لا تعترف اية دولة بمطالبة النظام المغربي بالسيادة على الصحراء الغربية.