انطلقت أمس المحادثات الجزائريةالإيرانية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بجلسة محادثات على انفراد بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ومحمود احمدي نجاد، وكانت الفرصة لرجال الأعمال من البلدين بعد ظهر أمس لتدارس إمكانيات تطوير شراكة اقتصادية في المجالات التي حددت سالفا. وكان الرئيس الإيراني أكد أمس قبيل امتطائه الطائرة قادما إلى الجزائر "ضرورة تعزيز العلاقات بين إيرانوالجزائر بصفتها الدولة الهامة في شمال إفريقيا" واصفا الشعب الجزائري ب"الرائد في الكفاح ضد الاستكبار" وبأن له "ثقافة عالية وأهداف سامية، تربطه مع الثورة الإسلامية علاقات ودية وأواصر ثقافيه". كما وصف الرئيس احمدي نجاد العلاقات السياسية مع الجزائر بأنها على مستوي جيد ومتنامي "لكن لم يستفد من الطاقات الاقتصادية في البلدين من اجل تحقيق الأهداف المشتركة". ولأجل إعطاء كل الفرص لنمو العلاقات الثنائية على جميع المستويات، بدأت صبيحة أمس محادثات على انفراد بين رئيسي البلدين، يتوقع أنها تناولت المسائل ذات الاهتمام المشترك وكبريات القضايا الدولية مثل مكافحة الإرهاب والوضع في الشرق الأوسط إضافة إلى تطور مسار الملف الإيراني النووي الذي أعلمت به الجزائر أولا بأول من خلال الزيارات المتعددة لمسئولين ساميين إيرانيين هما رئيس مجلي الأمن القومي علي لاريجاني ووزير خارجية إيران. وبموازاة محادثات الرئيسين على انفراد، تحادث وزيرا الخارجية مراد مدلسي والإيراني منوشهر متقي، كما ستتناول المباحثات اليوم القضايا الثنائية وقضايا العالم الإسلامي والتعاون الاقتصادي في مجال المصارف والطاقة والخدمات الفنية والهندسية والاستثمارات المشتركة، وهذه أهم المحاور المدرجة ضمن مباحثات الوفدين بمناسبة زيارة أحمدي نجاد الجارية . ويرافق الرئيس الإيراني في زيارة الدولة هذه، وفد يضم عددا من الوزراء، على رأسهم وزير الخارجية منوشهر متقي وآخرون من القطاعات الاقتصادية، الذين أطروا إلى جانب الجزائريين اجتماع رجال الأعمال الجزائريينوالإيرانيين أمس بإقامة جنان الميثاق حيث تقرر إعطاء الأهمية لقطاعات السكن والتعليم العالي، صناعة السيارات، وتبدي جمهورية إيران الإسلامية اهتماما متزايدا بسوقي السيارات والسكن في الجزائر اللتين تشهدان توسعا بشكل ملحوظ. كما علم أن مصرف إيراني بصدد طلب إذن من الدولة الجزائرية لافتتاح فرع له في الجزائر حسب مصدر إيراني، الذي كشف من جهة أخرى على توقيع اتفاق بمناسبة الزيارة يتعلق بفتح خط جوي مباشر بين الجزائر وطهران. ولن يكون هذا الاتفاق الوحيد الذي سيمضى بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني، إنما ستتوج الزيارة بالإمضاء على عدد من الاتفاقات ستؤسس لشركة فعلية بين الدوليتين وتعود بالفائدة على شعوب المنطقتين، في حين لم يقل الكثير عن فحوى المحادثات السياسية التي دارت بين الرئيسين، وكان الموضوع الغائب عن تصريحات السياسيين في الجزائر وطهران هو موضوع التعاون النووي السلمي الذي سبق واقترحت إيران على الجزائر المساعدة فيه، علما أن الجزائر أيضا هي من كبار الدول المدافعة على حق الدول في استعمال الطاقة الذرية للأغراض السلمية. وكان برنامج الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أمس يتضمن زيارة لمقام الشهيد ودورة محادثات على انفراد أقام على إثرها رئيس الجمهورية مأدبة غذاء على شرف الرئيس الإيراني، إضافة على زيارة لمجلس الأمة مساء ومأدبة عشاء أيضا على شرف ضيف الجزائر أقامها رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح. غنية قمراوي:[email protected]