ناشدت نقابات الأئمة، الحكومة، لإعادة فتح المدارس القرآنية، المغلقة منذ قرابة 10 أشهر بسبب جائحة كورونا، تزامنا مع استئناف الدراسة بالمؤسسات الجامعية ومراكز التكوين المهني، مؤكدين التزامهم بشروط الوقاية الصحية. تفاءلت نقابات الأئمة، بإصدار الحكومة قريبا، قرارا بشأن استئناف الدراسة بالمدارس القرانية والزوايا، وذلك بعد نجاح الدخول المدرسي ثم الجامعي، واستئناف التكوين المهني، ما يحتم على السلطة فتح المدارس القرآنية لطلبتها ومرتاديها. وتضمّ الجزائر، قرابة 20 ألف مدرسة قرآنية تابعة لوزارة الشؤون الدينية، ومدارس قرآنية أخرى، بعضها تابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ورفعت كل من نقابات الأئمة وجمعية العلماء المسلمين، دعوات بفتح هذه المدارس، حيث يرى رئيس المجلس المستقل للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جمال غول في تصريح ل"الشروق" أن مجلسهم، سبق له رفع مطلب فتح المدارس القرآنية ولعدة مرات إلى مختلف الجهات، ومنها وزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى. واعتبر مُحدثنا، أن التعليم القراني "مُهم جدا، خلال هذه الفترة التي تعرف انحرافات خطيرة في المجتمع، وبالخصوص في ظل جائحة كورونا والتي أثرت على نفسيات المواطنين". ولأهمية المدارس القرآنية في اصلاح المجتمع والناشئة، دعا المجلس المستقل للأئمة، جميع الأئمة عبر مساجد الوطن، لإلقاء خطبة موحدة الجمعة المقبل، يتحدثون فيها عن أهمية التعليم القرآني للناشئة والمدارس القرآنية "والتي كان لها دور كبير في مرحلة الاحتلال الفرنسي، من خلال تزويد المقاومات والثورة، بخيرة المجاهدين والشهداء ومرحلة الاستقلال، من خلال تزويد وزارة التربية بإطارات متخرجة من المدارس القرآنية" على حد تعبيره، وهو ما جعله يحث الاولياء لتسجيل أولادهم في هذه المدارس. وبدوره، يرى رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة، جلول حجيمي في اتصال مع "الشروق" أن فتح المدارس القرآنية والزوايا العلمية الداخلية للطلبة، لابد أن يترافق مع عودة الدراسة تدريجيا في مختلف الأطوار التعليمية، وذلك بعد أشهر من الغلق بسبب جائحة كورونا، في حين اعتبرت جمعية العلماء المسلمين، والتي تدير عشرات المدارس القرآنية عبر مختلف ولايات الوطن، أن التعليم القراني يعتبر مكملا للتعليم النظامي، ويساهم بدوره في التكفل التربوي بأبنائنا، مع ضرورة الاحترام الكامل للبروتوكولات المنظمة للعملية التربوية في ظل هذه الجائحة.