دعا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عبد المجيد سيدي السعيد، إلى تغليب الحوار والتشاور بين الشركاء الاجتماعيين والتشكيلات النقابية المختلفة في معالجة المشاكل المطروحة في مختلف المجالات، محذّرا من انتهاج أساليب العنف في فض النزاعات حول المشاكل المهنية العالقة. وأكد السيد سيدي السعيد خلال إشرافه، أمس بالمقر المركزي للاتحاد بالعاصمة، على مراسم التنصيب الرسمي للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، بحضور أئمة ودعاة ومستخدمي القطاع، على ضرورة فتح قنوات الحوار بين الشرائح العمالية والمهنيين والهيئات المستخدمة للتوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف بعيدا عن التعنيف واستخدام القوة في المطالبة بالحقوق المشروعة. وأوضح أن قاعة الحوار والتشاور الديمقراطي لا بد أن تبقى مفتوحة على كل الأطراف والفاعلين، باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى تلبية المطالب والانشغالات المطروحة مهما كانت صعوبتها وخصوصياتها، مجددا الاستعداد التام للمركزية النقابية للتعاون والإصغاء لممثلي هذه التنسيقية في المستقبل، بما يضمن التوصل إلى حلول نهائية للمطالب المهنية والاجتماعية. وتَعهّد مسؤول المركزية النقابية بالتكفل الجدي بمختلف المشاكل التي يتخبط فيها مستخدمو قطاع الشؤون الدينية والأوقاف؛ من أجل المصلحة الوطنية والدينية، مبرزا الثقة التامة التي وضتعها التنسيقية في المركزية النقابية في سبيل العمل السوي من أجل تسوية وضعية الأئمة والمستخدمين والتكفل بانشغالاتهم على أوسع نطاق. كما اعتبر أن استخدام القوة في محاولة لإقناع الجهات الوصية بتلبية المطالب، لن يحرز أي تقدم؛ لكون ذلك يزيد من حدة التوتر وانسداد الحلول وفشل كل محاولات تهدئة الأوضاع. وبدوره، أكد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية السيد جلول حجيمي، أن هذا التنظيم النقابي سيضطلع بمهمة الدفاع عن موظفي القطاع والأئمة، الذين يحتاجون إلى هيكل تنظيمي يسهر على الاستماع لانشغالاتهم وتلبية مطالبهم بالتنسيق مع الوزارة الوصية، إلى جانب المساهمة الفعالة في رفع الغبن عن هذه الفئة التي تقوم بجهود جبارة في المجتمع؛ من خلال نشر تعاليم الدين الحنيف وتلقين كتاب الله. وأكد أن هذه التنسيقية ستعمل على التكفل بانشغالات الأئمة ومستخدمي قطاع الشؤون الدينية وتحسين وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية، وإعادة النظر في أجورهم وتكاليف الزواج واستئجار البيوت.. كما سيتم تلسيط الضوء كذلك، حسب مسؤول النقابة، على وضعية المرشدات الدينيات وطلبة الزوايا والمدارس القرآنية وإعادة تكوينهم ورسكلتهم؛ لتمكينهم من الشهادات العلمية أكثر من العمل المسجدي، مشيرا إلى ضرورة معادلة شهادات الزوايا بالتعليم العالي. وللاشارة، فقد تمت تزكية جلول حجيمي بالإجماع أمينا عاما للتنسيقية خلال ندوة تأسيسية أولى احتضنها فندق السفير مازافران يوم 16 مارس الماضي، إلى جانب تعيين أعضاء مجلسها الوطني ومكتبها التنفيذي. وقد أوصت هذه الندوة في بيانها الختامي بالدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، مع دعوتها إلى المحافظة على المرجعية الوطنية ودعمها لمنهج الوسطية والاعتدال.