استنفار إعلامي مغربي رسمي وغير رسمي للرد على تقرير بثه التلفزيون العمومي الجزائري، يوثق المعارك الدائرة بين الجيش الصحراوي والجيش المغربي في مناطق التماس بالأراضي الصحراوية المحتلة، في أعقاب حادثة الكركرات، التي تسببت في انهيار وقف إطلاق النار. التلفزيون الجزائري واستنادا إلى بلاغ صادر عن الجيش الصحراوي بث السبت المنصرم، تقريرا يظهر صورا لعمليات الاستهداف التي يقوم بها هذا الخير، ضد مواقع الجيش المغربي في اليوم ال44 من انهيار وقف إطلاق النار بين الطرفين. ومما جاء في هذا البلاغ، أن "وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي المظفرة واصلت شن هجومات جديدة، استهدفت من خلالها جحور جنود الاحتلال المغربي المتخندقين في مواقع متفرقة من جدار الذل والعار، حسب البلاغ العسكري رقم 44، الصادر عن وزارة الدفاع الوطني (الصحراوية)". ووفق البلاغ ذاته، فقد تم استهداف "مواقع العدو المغربي" في منطقة روس الشيظمية بقطاعات كل من المحبس والسمارة والحوزة، والفرسية والبݣاري، وتمكنوا من تدمير رادار للعدو بشكل كامل. هذا التقرير لم يمر دون أن يخلف ارتدادات في الجارة الغربية، فقد سارع المخزن إلى تجنيد أذرعه الإعلامية، محاولة نفي وجود أي مواجهات عسكرية بين الطرفين المتحاربين، منذ إقدام جيش المخزن على الاعتداء على الناشطين الصحراويين الذين تظاهروا في معبر الكركرات، المنزوع السلاح والواقع تحت إشراف قوات السلم الأممية المرابطة في المنطقة. الرد لم يكن عبر منصات إعلامية خاصة كما جرت العادة، وإنما جاء هذه المرة عبر القناة الأولى للتلفزيون العمومي المغربي، الذي راح ينفي وجود أي اشتباكات بين الجيش المغربي ونظيره الصحراوي ويهاجم نظيره الجزائري، تماما كما حصل في بداية أزمة الكركرات، لكن الأممالمتحدة حينها وإن أكدت صعوبة التأكد من وجود اشتباكات، إلا أنها أقرت بوجودها استنادا إلى مصادرها، كما قالت. وبسرعة ودون تردد، تناقلت الصحف والمنصات الرقمية للإعلام المغربي، تقرير القناة الأولى المغربية، الذي تهجمت من خلاله على الإعلام الجزائري، وراحت تفند وجود أي اشتباكات بين الجيش الصحراوي والمغربي، في مشهد يبدو وكأن الأراضي الصحراوية المحتلة أصبحت هادئة، ودانت للمحتل واستسلمت للأمر الواقع. لكن لماذا يصر نظام المخزن على التصدي لكل معلومة أو خبر يتحدث عن وجود اشتباكات وقصف في الأراضي الصحراوية المحتلة؟ تسعى السلطات المغربية جاهدة إلى طمأنة الرأي العام العالمي بأن حادثة الكركرات التي تورط فيها الجيش المغربي بشكل أدى إلى انهيار قرار وقف إطلاق النار المرسم من قبل هيئة الأممالمتحدة، لم يؤد إلى نشوب حرب، وهو الأمر الذي كانت تخشاه الرباط، خوفا من أن يتألب عليها الرأي العالم ومن ثم الهيئة الأممية، التي كانت قد سارعت منذ البداية إلى التأكيد على أن تغريدة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي أقر فيها بالسيادة المزعومة لنظام المخزن على الصحراء الغربية، إثر تطبيع الرباط مع الكيان الصهيوني، سوف لن تغير في واقع الأمر شيئا، وفق البيان الموقع من قبل أنطونيو غوتيريش.