اتخذت الجمعية الوطنية للزوايا الجزائرية أمس، ثلاث قرارات فصل بسحب الثقة من عثماني محمد، والشافعي عبد اللطيف، رئيس المكتب الوطني التنفيذي، ونائبه على التوالي، اللذان "تعمدا الغياب بدون عذر" عن أشغال الجمعية العامة، إلى جانب تأيدهما لرئيس الجمعية السابق المتخذ في حقه القرار الثالث، والذي تم تبرئة الذمة منه في وقت سابق، ويخص الأمر مستشار رئاسة الجمهورية قدور بوعيش، المدان قضائيا أربعة سنوات سجنا منها سنة نافذة بتهمة الاختلاس. وفصلت أشغال الجمعية العامة غير العادية المنعقدة أمس بمدرسة النجاح بالمحمدية بالعاصمة في القضية التنظيمية وانسداد الوضع بسبب ممارسات مستشار الرئاسة السابق والذي عطل مهام الجمعية، واعتبر المكتب المؤقت للجمعية تحت رئاسة الشيخ سنوسي الأمين العام، في محضر الجلسة لأمسية الجمعة أول أمس أن نشاط رئيس المكتب الوطني ونائبه "يخالف قوانين الجمهورية بعد بمحاولة تنظيم اجتماع مع شخص سقطت صفته كعضو في الجمعية طبقا للمادة الثانية عشر من القانون الأساسي والمادة الرابعة من القانون رقم 30-31 المتعلق بالجمعيات"، ويعنى بذلك المستشار قدور بوعيش الذي تمت إدانته قضائيا، كما عارض المعنيان بالفصل عقد الجمعية العامة يوم السبت 11 أوت 2007 وتغيبوا عنها بسبب مساندتهم لبوعيش الذي رغم حصوله على الإفراج لأسباب صحية تستدعي خروجه للتداوي فقط الا انه ظل- حسب مسؤول في الجمعية - يحتل المقر الوطني رافضا إخلاءه، وهو ما تأكد بعدما علمنا أن المقر الوطني سيتم تغيره في وقت لاحق لوجهة أخرى. وتم خلال الجمعية العامة انتخاب بدر الدين شريط رئيسا جديدا لجمعية الزوايا بتزكية من 160 شيخا من عموم زوايا الوطن وبالإجماع من قبل 35 شيخا حاضرا للأشغال، وقد تقبل شريط رئاسة الجمعية بعد مشاورات إقناع دامت عدة أيام حيث كان مقررا عقد الجمعية يومي 1 و2 أوت غير أن الموعد تأخر عشرة أيام لإقناع شريط الذي انسحب ثلاث مرات من طلب انخراطه كعضو في الجمعية بتاريخ 19 ماي 2007، ومحاولة استرجاع المفصولين لصفوف الجماعة، وقال رئيس الجمعية المنتخب أنه تحمل "مسؤولية كبرى وليس تشريف واقسم بشرفي على العمل للنهوض بالجمعية والقضاء على نعرات التعارك والنزعة الجهوية"، داعيا الجميع لمساندته في مهامه متعهدا بالشروع في تعديل القانون الأساسي والنظام الداخلي للجمعية، "بما يتماشى مع الأهداف المسطرة للجمعية مع رد الاعتبار لها بكل نزاهة وإخلاص". من جهته، قال الهبري الناطق الرسمي للجمعية أن المكتب الجديد يسعى للالتزام بإطار عمل الزوايا وأهدافها الروحية وأبعاد الشخصيات الطفيلية التي كانت تستغل الزوايا لأغراض شخصية . وأكد البيان الختامي للجمعية العامة التزام بالعمل مع كل السلطات وعلى رأسها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والعمل على وضع قانون خاص بالزاوية، مع محاربة كل أشكال التطرف وترسيخ المذهب المالكي. بلقاسم عجاج:[email protected]