شرعت الجمعية الوطنية للزوايا الجزائرية في اتصالات حثيثة، منذ مدة، مع مختلف ممثلي الطرق الصوفية بالجزائر، لحضور الملتقى الوطني "الجامع" للزوايا والطرق الصوفية، المنظم تحت شعار "بوتفليقة والزوايا .. مسيرة جهاد مشترك"، المقرر عقده أيام 11، 12 و13 مارس الجاري بفندق الأزرق الكبير بتيبازة، وقد تسلمت قيادة الجمعية لحد الساعة قوائم 34 ولاية، في انتظار استكمال ممثلي جميع ولايات الوطن، وبمشاركة لأكثر من 500 شخص، وتكلفة مالية في حدود 500 مليون سنتيم. وقالت مصادر مطلعة، على أجواء سير الملتقى، أن الجمعية تلقت مساندة من قبل ثلاثة وزراء في حكومة عبد العزيز بلخادم، على رأسهم، شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم، الذي كان أول المدعمين لفكرة أصحاب الملتقى، واستقبل وفدا عنها، في ظرف لا يتجاوز 24 ساعة، بمقر الوزارة، وكلف أحد مستشاريه بضمان تمثيله في اللقاء، وأكد حرصه على دعم الجمعية في فكرتها وتقديم يد المساعدة، وكانت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة ثاني وزير يؤكد دعمه للجمعية، إلى جانب الوزير بو عبد الله غلام الله الوصي على قطاع الشؤون الدينية والأوقاف. وكشف بدر الدين شريط، رئيس الجمعية الوطنية للزوايا الجزائرية، في لقاء خص به "الشروق اليومي"، عن آخر اتصال تم بالشيخ العلامة، عبد اللطيف بلقايد، شيخ الطريقة البلقائدية "الهبرية" الواقع مقرها بعاصمة غرب البلاد وهران، والتي لعبت دورا بارزا في الآونة الأخيرة، من خلال الدروس المحمدية، المتلفزة في رمضان المنصرم، وفي انتظار رد الشيخ بلقايد، قال شريط "نتمنى حضوره، لأنالملتقى يهدف الى تطهير وجه الزوايا من الأمراض الدخيلة عليها، والهموم التي حلت بها". وأفاد المتحدث أن أول من تم الاتصال بهم هو نجل الخليفة العام للطريقة التجانية، حبيب التجاني، والذي بادر من جانبه، أول أمس، لزيارة المقر المؤقت للجمعية بالعاصمة، حسب ما أكده رئيس الجمعية، وقد أعطى التجاني مساندته للجمعية، كما تنقل في غضون الأيام الماضية، وفد عن الجمعية لزيارة شيخ الطريقة القادرية، الذي يعاني آلام المرض، ولقيت الجمعية دعم ابن الشيخ، فيما استشار أعضاء الجمعية في فكرة لم الشمل، عبد المجيد حملاوي شيخ الطريق الرحمانية المتمركزة بتلاغمة بميلة، والذي رحب بموقف الجمعية، خلال استضافته للوفد ببيته، وقبل بفكرة رص الصفوف. وأكد شريط أن الأهداف التي تنشدها قيادة الجمعية، من الملتقى "الذي سيحضره بقوة أهل الجنوب"، ترمي إلى توحيد صفوف الزوايا وجميع الطرق، بعدما غابت هذه المؤسسات الراسخة في تلقين علوم القرآن وتحفيظه، عن الاهتمام بقضايا المجتمع، بسبب بعض الصراعات الداخلية التي أثرت عليها وغيبتها عن الساحة. ومن مجمل المحاور التي سيناقشها الحاضرون أربع قضايا رئيسية وهي العنف الذي تفشى في المجتمع وكذا انتشار الفعل الإجرامي، إلى جانب ظاهرة المخدرات، ومحور التنصير، الذي أينع وبدت له رؤوس في المجتمع الجزائري، في ظل الغفلة التي تنتاب رجال الدين لدينا، أمام حرص المنصرين على تخصيص دكاترة في علم النفس لهزم نفسية المسلمين وإدخالهم في دوامة الردة. وتمر القيادة الحالية لجمعية الزوايا بضائقة مالية، حيث تتزود من أموال التبرع وتسير بأموالها الخاصة، والمقر بحوزة الرئيس السابق، وهي جملة من الأسباب التي دفعت قيادة الجمعية باللجوء لطلب دعم بعض الوزراء. وسيختم المشاركون أشغال الملتقى الذي تتخلله مداخلات ومحاضرات منها محاضرة، الدكتور محمد بن بريكة، حول المنهج الصوفي، بدعوة رئيس الجمهورية لإجراء تعديل على الدستور، حيث يتطلع ممثلو الزوايا لدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من اجل الترشح لعهدة رئاسية ثالثة.