تولد نزاعا تنظيميا داخل بيت الجمعية الوطنية للزوايا الجزائرية حول شرعية التمثيل بعد تمسك رئيس الجمعية السابق قدور قوعيش مستشار رئاسة الجمهورية المكلف بالزوايا -المدان بتهمة المساس بالاقتصاد الوطني والمشاركة في إبرام صفقات عمومية مخالفة للأحكام الشرعية والتنظيمية- بأحقيته في ترأس الجمعية، في ظل وضع ميداني قائم أوجد شريط بدر الدين رئيسا جديدا بعد عقد جمعية عامة طارئة بمدرسة النجاح بالمحمدية مطلع الأسبوع الجاري، ويبقى الفصل النهائي في القضية من صلاحيات وزارة والداخلية لإثبات قانونية الجمعية العامة الطارئة التي نظمها مكتب مؤقت مصرح لدى الداخلية منذ شهر ماي الماضي، حيث ينتظر أن تنظر الداخلية في ملف شريط اليوم فيما قال قوعيش أنه أودع ملفه أول أمس. ورفض السيد بدر الدين شريط الدخول في أي سجال بشان مستشار رئاسة الجمهورية السيد قوعيش، الذي أبدى تمسكه برئاسة الجمعية الوطنية للزوايا، وأكد أن وزارة الداخلية اعتمدت مبدئيا تشكيلة المكتب الذي تم انتخابه يوم الجمعة الماضي وانه سيتم لاحقا خوض معركة استرجاع المقر الوطني الذي يسيطر عليه مستشار الرئاسة السابق قوعيش. "الشروق اليومي": انتخبتم على رأس الجمعية الوطنية للزوايا مطلع الأسبوع الجاري -11 أوت 2007- في ظل استمرار الرئيس السابق مستشار الرئاسة بصفته ناطقا رسميا-حسب أوساط إعلامية- فكيف فصلت أموركم التنظيمية؟ ج: الأوساط الإعلامية ليس لديها المعلومات الصحيحة ولدينا "بيان" أرسل للصحافة الوطنية يبين أننا المتحدث الوحيد والشرعي للجمعية الوطنية للزوايا وانه تم انتخابنا يوم السبت الماضي من طرف الجمعية العامة المخولة قانونا في انتخاب الرئيس. س: علمنا أنكم استقبلتم من طرف وزارة الداخلية أول أمس الأحد بغرض إيداع ملف الاعتماد لأشغال الجمعية العامة؟. ج: الملف سيودع اليوم الثلاثاء بعد افتكاكنا لموعد مع مسؤولي مديرية الجمعيات والرد بطبيعة الحال لن يكون حينها إلا بعد دراسة الملف ونحن سننتظر الاجال القانونية . س: علمنا أنكم تواجهون صعوبة في استرجاع المقر الوطني للجمعية وأن مستشار الرئاسة قوعيش لا يزال يحتله، فهل رغبتكم في تغير المقر الوطني تعود لذات السبب؟ ج: المقر لا يزال في الأصل ولكننا لا نريد الدخول في متاهات ونبقى في انتظار الاعتماد الذي سنحصل عليه من وزارة الداخلية والمقر ليس ملكا شخصيا لقوعيش. س: هل بإمكاننا معرفة كيف تتعاملون مع المستشار قوعيش بعد فصله ؟ ج: باحترام بحكم أنه كبير في السن ومجاهد وقضيته مع العدالة، وبقاؤه كعضو سيكون بعد تبرئته من قبل العدالة، والنظر في قضيته من قبل مجلس الشورى للجمعية كعضو بعدما تم فصله من منصبه القيادي. س: أقصد الأمور التنظيمية؟ ج: بطبيعة الحال الثقة مسحوبة منه وأقصي مرتين طبقا للمادة الرابعة من قانون الجمعيات، ومعلوم أنه بات لا يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية المفروضة في ذات المادة، أما الإقصاء الثاني له فنعتبره تحقق بعد تأسس المكتب المؤقت يوم 17 ماي والذي لم أرد بشأنه وزارة الداخلية بعد إشهاره في الجرائد الوطنية مما يعتبر لدينا أن المكتب المؤقت الذي سير أشغال الجمعية الوطنية التي انتخبتني رئيسا للجمعية الوطنية مقبول قانونا. وقوعيش سحبت منه الثقة يوم الجمعة 10 أوت عشية انعقاد الجمعية العامة وفقا لمحضر جلسة المكتب الوطني المؤقت. س: ترون حسب تدخلكم في أشغال الجمعية العامة أنه يقتضي إعادة النظر في القانون الأساسي ماهي أهم النقاط؟ ج: نطمح لقانون يخدم مصلحة الزوايا وليس المصالح الشخصية أي أنه يخدم الأشخاص بالزوايا. س: ما هي أهم التحديات التي تواجه جمعية الزوايا؟ ج: أولا سنجتمع وأطمح لزيارة كل زاوية في القطر الجزائري لأخذ أراء الشيوخ ومعرفة حاجياتهم، فلا يعقل أن يدرس الطلبة حفظة القران طيلة النهار ثم يخرجون للشارع لطلب الأكل والمشرب من الأسواق والطرقات. كما سنعمل على إدخال الإعلام الآلي وتعليم اللغات لتمكين الطلبة من إيصال رسالة الإسلام للغير، وسنعمل في ذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية، كما نتعامل مع كل الطرق فان الاختلاف في الألفاظ والمعنى واحد ولسنا قادمين للاختلاف وإنما للوحدة ولم الشمل. س: هل راسلتم رئيس الجمهورية لشرح المشاكل التنظيمية خاصة وأن غريمكم موظف لدى الرئاسة؟ ج: الرئيس بوتفليقة جئنا لمساعدته فقد أعطى الكثير للجزائر منذ كان عمره 17 سنة، وأسعى لتقديم له ما يرضيه وحل مشاكلنا داخليا والرئيس محتاج للمساعدة وليس لتحميله عبئا آخرا. س : يعول رئيس الجمهورية على الزوايا كمنبر بارز لطرح عدة قضايا تخص المجتمع، هل لقيتم إشارة في الآونة الأخيرة بخصوص هذا الدعم المعنوي؟ بدر الدين شريط: رئيس الجمهورية منذ البداية يدعم الزوايا وأحياها ونعلم أن الزوايا لعبت دورا إبان حرب التحرير وشاركت مشاركة جبارة وجاء وقت بعض الأطراف لم تساعدهم الزوايا فهمشوها. س: من هي هذه الأطراف؟ ج: التي لديها أغراض شخصية ونحن من يسعى لتبين نية الرئيس ونحن من يجب تنظيم نفسه ورد الاعتبار للجمعية من الداخل واسترجاع مصداقيتها وتسيرها بأخلاق بصفتها مؤسسة روحية. س: كيف كان التحاقكم بجمعية الزوايا ؟ ج: كنت من المدعمين للجمعية قبل الانخراط في ماي المنصرم لأنني ابن الزاوية، ورغم أنني لدي مشاريعي الخاصة، ولكننا نحب إحياء الزوايا ونلاحظ انتشار مشاكل اجتماعية وقضايا خطيرة بالمجتمع تقتضي نهوض الزوايا بمهمة الإصلاح. وعليه أسس المشايخ مكتبا وطنيا مؤقتا في ظل تراجع دور الجمعية بعد الفضيحة التي ألمت بها وزجها في قضايا تتعلق بالفساد الاقتصادي، ومنذ أربعة أشهر ونحن في حوار ومشاورات وقمت بجولات شرقا وغربا وجنوبا باستثناء ادرار، أما تمنراست فجاءني مالك بن مالك لبيتي، وتناقشنا في أمور الجمعية وقضية الشخص - يقصد قوعيش - وقلنا أنه بما أنه لديه أمور مع العدالة تبرؤه أو تدينه لا يهمنا ذلك بقدر ما يهمنا ضبط الأمور التنظيمية للجمعية، واجمع المشايخ على ترأسي الجمعية رغم رغبتي في الانسحاب ثلاث مرات على التوالي، وبعد إلحاح المشايخ قبلت لوجه الله ولصالح الوطن، وقد استشرت الأمر مع أطراف أخرى وقبلت المسؤولية وأنا أعلم أنها ليست بالأمر الهين. ------------------------------------------------------------------------ أصر مستشار رئاسة الجمهورية والناطق الرسمي للجمعية الوطنية للزوايا المفصول خلال الجمعية العامة المنعقدة بالمحمدية والتي انتخبت شريط بدر الدين رئيسا لجمعية الزوايا الجزائرية على أن هذه الجمعية الطارئة غير شرعية وانه لا يزال رئيسا بحكم تجديد الثقة فيه من قبل 200 شيخ زاوية في جمعية عامة تمت بعيدة عن الأنظار ولم نستدعى لتغطية أطوارها، وأوضح في ذات الحديث ل"الشروق اليومي" أن ملفه تم قبوله لدى الداخلية، كما فند أي شكل من أشكال الإدانة القضائية ضده. "الشروق اليومي": صرحتم أن الأمين العام للجمعية الوطنية للزوايا الشيخ سنوسي فاقد للشرعية ولا يحق له استدعاء الجمعية العامة الطارئة، فكيف تعلقون على الاجتماع الحاصل بمدرسة النجاح بالمحمدية؟ قدور قوعيش: هناك تعليمات من وزارة الداخلية والجماعات المحلية تقضي بمنع أشغال الجمعية العامة ونعلم أن هناك قرار بإلغاء الاجتماع؟ س:غير أننا حضرنا كامل الأشغال ولم نلمس الأمر بالإلغاء حسبما تقولون والأمر واضح بشأن تنظيم الاجتماعات بدون ترخيص خصوصا بالعاصمة؟ ج: ذات الأمور تخص مصالح الداخلية ونحن نعتبر أن الاجتماع غير قانوني. س: أطلعتنا تقارير أنكم عقدتم جمعية عامة وجددت فيكم الثقة كرئيسا للجمعية الوطنية للزوايا، هل أودعتم ملفكم لدى مصالح الداخلية؟ ج: أودعنا الملف البارحة-أول أمس- وتم قبوله لتجديد الثقة في رئيس الجمعية والأمانة العامة. س: كم حضر أشغال جمعيتكم العامة؟ ج: حوالي 200 شيخ من عموم زوايا القطر الجزائري. س: أنتم مدانون بأربع سنوات سجن منها سنة نافذة، فيكف تعتبرون هذه الإدانة؟ ج: أنا لست مدان قضائيا ومستقبلا ستكون لقاءات لتوضيح الأمر. س: الأمانة الجديدة للجمعية بقيادة شريط بحوزتها وثائق واختام فكيف تعلقون على ذلك؟ ج: الختم الذي بحوزتهم مزور وسنرفع عليهم دعوى قضائية ولا يزال بحوزتي ختم رئيس الجمعية، ووزارة الداخلية على علم بكل ما يجري وأن جماعة شريط تعمل ضد قوانين الجمهورية. ------------------------------------------------------------------------ أكد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية والجماعات المحلية أمس الاثنين، أن مديرية الجمعيات لم تتلق أي ملف بخصوص تجديد الثقة أو انتخاب قيادة جديدة للجمعية الوطنية للزوايا الجزائرية، عكس ما صرح به الرئيس السابق للجمعية قدور قوعيش ل"الشروق اليومي" . أوضح نفس المصدر بان مصالح الداخلية لم تتلق أية محضر لاجتماع جمعية انتخابية للزوايا إلى غاية مساء الأمس . و كان رئيس الجمعية "المنتخب" بدر الدين شريط بأنه سيسلم اليوم ملف انعقاد الجمعية التي تم انتخابه خلالها لمصالح الداخلية بعدما لم يتمكن أول أمس من لقاء أي مسؤول بحكم التزامن مع فترة العطل للعديد من المسؤولين بالمؤسسات الرسمية. وفي ذات السياق، جاء في "بيان" من الأمانة الوطنية الجديدة يحمل توقيع الأمين العام الشيخ سنوسي مصطفى ، يؤكد أن كل "ما يتخذ ويصرح به خارج الإطار الخاص بالمكتب الجديد لا يمثل إلا أصحابه"، وأضاف عضو من المكتب المنتخب أن عدد أعضاء المجلس الوطني للجمعية لا يتجاوز 130 ، في وقت قال قوعيش أن "جمعيته العامة حضرها 200 شيخ زاوية". وأوضح نفس المتحدث أن تطبيق القانون حاليا بيد وزارتي العدل و الداخلية، وأن "قوعيش أقصي وغير موجود بالجمعية، وقد أسسنا مكتب وطني ولم تعارضه أية جهة رسمية منذ ماي الماضي"، كما قال بخصوص منح الاعتماد مجددا لقوعيش –حسب قول هذا الأخير- بان "الملف يدرس لدى الداخلية ولا يمنح الاعتماد وقت إيداع الملفات بل بعد دراستها من قبل الداخلية وفقا للشروط التنظيمية ". أما بخصوص منصب الأمين العام الذي يشغله السيد سنوسي قال نفس العضو "سنوسي هو الأمين العام الشرعي لحد إثبات العكس". من جهة أخرى، أرفق قدور قوعيش مستشار الرئاسة والرئيس السابق لجمعية الزوايا في "بيان" تسلمت "الشروق" نسخة منه الحكم القضائي الصادر عن محكمة الحراش والذي يلغي اجتماع كان سيتم بمقر الجمعية بدون موافقته، يومي 1 و2 أوت الجاري، مضيفا أن جمعية عامة انعقدت بتاريخ 11 أوت الجاري بمقر الجمعية و"برخصة من وزارة الداخلية وباستدعاء من الرئيس الشرعي الذي يعتبر بريئا إلى أن يثبت العكس وبحضور المجلس الأعلى للجمعية الوطنية، وبإشراف رئيسي مكتب الشرق والغرب تم تجديد الثقة في رئيس الجمعية". وقد عين على إثرها-حسب البيان- محمد بلحسن أمينا عاما وعبد اللطيف الشافعي وعثماني محمد -المفصولين في الجمعية العامة لجماعة شريط- نائبا للرئيس ونائبا للامين العام على التوالي. بلقاسم عجاج:[email protected]