محاكمة غير عادية شهدتها، الثلاثاء، قاعات الجلسات بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء في العاصمة، أغرقتها دموع وحزن والدة الطفل "ريان" الذي ذبح بوحشية من قبل جاره، وهي الحادثة التي هزت المجتمع منذ أشهر كغيرها من الجرائم المرتكبة في حق الطفولة، تطابق وقائعها سيناريو لفلم رعب. جريمة بلا مبررات حاول القاتل فيها التظاهر بالجنون للإفلات من عقوبته التي لن توقف نزيف قلب أم مفجوعة على فلذة كبدها وهي التي لم تتمالك نفسها منذ دخولها بهو المحكمة وحتى مواجهة القاتل بالجلسة لتسمعه وابلا من الكلمات علها تخفف نارا أوقدها بطعنة خنجر وضربة شاقور، متسائلة وكل من تابع أطوار المحاكمة "لماذا قتلت ريان"؟ الأم "المفجوعة" استجمعت قواها بعد استدعائها من طرف المحكمة لسماع أقوالها، حيث صرحت بأن الجاني تعمد القتل بتلك البشاعة، وأن إصابته بالجنون مجرد خدعة فقط، وتضيف الضحية أن ابنها استدرج بحيلة ذكية من شخص واع في كامل قواه العقلية، انتقاما منه بسبب معلومات "كاذبة" بلغته أن الضحية اعتدى على ابنه جنسيا قبل أن يفند الفحص الطبي أن ابن القاتل سليم ولم يتعرض لأي أذى. واصلت الأم سرد تفاصيل عن الحادثة والجريمة قائلة إن القاتل "عثمان" عرض على ابنها مرافقته لتناول القهوة والكسرة التي أعدتها زوجته، لينفرد به داخل غرفة نومه بعد اقتنائه أدوات الجريمة منها خنجر وشاقور، استعملها في جريمته البشعة، تلقى خلالها ريان 28 طعنة بمختلف أنحاء جسده، بحضور شقيقه الأصغر. وخاطبت الأم هيئة المحكمة بصوت مرتعد "ريان ابنكم" "جيبولي حقي". بالمقابل، اختصر القاتل تصريحاته بالجلسة خلال رده على أسئلة المحكمة في دقائق معدودة، قبل أن يعبر عن ندمه الشديد والتماس مساعدة من العدالة، بقوله إنه لم يكن في وعيه، وأحيانا تراوده أصوات في رأسه دفعته للقتل. في وقت كشف محضر الضبطية القضائية والتحقيقات الأولية أن القاتل اعتراف بتسلل دقيق لتفاصيل جريمته، وأضاف أنه ذبح ريان واقفا من الوريد إلى الوريد، وأغلق فمه بيده حتى لا يستنجد بجيرانه بعد صراخه، ولم يشف ذلك غليله، بل واصل محاولة فصل رأسه عن جسده الصغير بشاقور، على مرأى من شقيقه الذي أخبر والده لاحقا بعدها أن زوجة القاتل كانت تمسك ريان من رجله لحظة ذبحه، فقط حتى ينتقم منه لأنه اعتدى جنسيا على ابنه. مرافعة قوية استهلتها النيابة قبل التماس حكم الإعدام في حق المتهم، واستعرضت تقارير الخبرة التي أعدها مختصون في الأمراض العقلية للتأكد من سلامة المتهم من أي اضطراب عقلي، جاءت اثنان منها لصالحه، فيما أثبت الثالثة عكس ذلك وكشفت أن المتهم كان في كامل وعيه لحظة وقوع الجريمة، ليضيف محاموه خلال المرافعة أن الجاني يعاني من جنون متقطع وحاول عدة مرات ذبح زوجته وأبنائه.