كشف متطوعون جزائريون للجهاد عائدون من العراق في تصريحات ل "الشروق اليومي" بأن 20 متطوعا جزائريا ينشطون في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين تتراوح أعمارهم ما بين 22 و23 سنة، يتواجدون حاليا في سامراء التابعة لمحافظة، صلاح الدين، شمال العراق يطلبون النجدة من الدولة الجزائرية ويناشدون عائلاتهم في الجزائر المجيئ إلى سوريا لمساعدتهم بأي طريقة على الفرار من العراق باتجاه الأراضي السورية حتى يتمكنوا من الإلتحاق بالجزائر. وقال عائد من العراق، رفض الكشف عن اسمه، بأن هؤلاء المتطوعين يطلبون من مصطفى فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان التدخل لترحيلهم إلى الجزائر بأي طريقة، حيث أنهم بعثوا برسالة إلى أهاليهم في الجزائر عن طريق عدد من المتطوعين الجزائريين العائدين من العراق يبلغونهم بأنهم مايزالون أحياء، وبأنهم يريدون العودة إلى الجزائر، لكنهم لم يجدوا السبيل إلى ذلك بسبب المراقبة المفروضة عليهم من قبل قياديي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وحسب نفس العائلات، فإن هؤلاء المتطوعين يسيطر عليهم الندم واليأس بسبب الجحيم الذي اصطدموا به هناك والمعاملة التي يتعرضون لها في"كازمات" تحت الأرض تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.وقال المتطوع العائد من العراق ل "الشروق اليومي" "ذهبنا إلى العراق لنجاهد ضد قوات الإحتلال، كنا نطلب الشهادة في سبيل الله والفوز بالدرجات العليا، لكن الأمور انفلتت، بسبب تصفية الحسابات بين المتطوعين الأجانب والمقاتلين العراقيين وحالة الإنتقام والحصار المفروضة على البعض منهم، ما جعل اليأس يسيطر على عشرات الجزائريين، خاصة بعد تهميشهم من المناصب القيادية في تنظيم القاعدة في بلادة الرافدين، ودفعهم في الصفوف الأولى لتفجير أنفسهم كإنتحاريين.وقالت نفس المصادر إنه يوجد من بين المتطوعين الذين ندموا ويرغبون في العودة إلى الجزائر متطوع من سور الغزلان بولاية البويرة، وآخر من ولاية برج بوعريريج، وثمانية متطوعين آخرين من ولاية المسيلة، والبقية كلهم من باتنةوالجزائر العاصمة ووادي سوف، لكنهم لم يستطيعوا العبور من العراق إلى سوريا بسبب المراقبة المفروضة عليهم.وأكد عائد من العراق ل "الشروق اليومي" بأن "هؤلاء المتطوعين قاموا بتنفيذ خطة مكنتهم من العبور إلى تكريت ومن تكريت إلى سامراء بهدف الإقتراب أكثر من الحدود السورية، لكنهم لم يستطيعوا التقدم أكثر ومازالوا إلى حد الساعة ينتظرون المساعدة أو يتحينون الفرص للهرب، علما أن المساحة الفاصلة بين سوريا والعراق كلها عبارة عن صحراء قاحلة".وحسب نفس المصادر، فإن بعض العائلات دخلت في اتصالات حثيثة مع شخص يدعى "عبد النبي" من سوريا "يبزنس" في ترحيل المتطوعين من وإلى العراق مقابل مبالغ مالية تترواح ما بين 114 و120 مليون سنتيم، وقالت نفس المصادر إن عبد النبي يملك هاتفا من نوع ثريا، وتوجد كثير من العائلات الجزائرية على اتصال به لترحيل أبنائهم، غير أنه طلب منهم مبالغ باهظة، في خفض المبلغ لبعض العائلات بعد مفاوضات طويلة معها إلى 114 مليون. وقال محدثنا إن "عبد النبي" يقوم بالتفاوض على ترحيل هؤلاء مثلما يتفاوض حول سلعة ما وكأنه يبيع ويشتري في البضائع، لأنه محترف في هذه المهمة.